الثلاثة (في نفر) أي مع نفر آخرين من فقراء المسلمين (فقالوا) أي فقال هؤلاء الثلاثة الفقراء (ما أخذت) وقطعت (شوف) المجاهدين في (الله) تعالى (من عنق عدو الله) يريدون به أبا سفيان (مأخدها) أي مأخذ السيوف وحقها وهو القطع في سبيل الله أو مأخذ العنق ومقطعها وهو الرقبة أي ما استوفت سيوف الله حقها من عنق هذا الكافر وهو قطعها (قال) عائذ بن عمرو (فقال أبو بكر) الصديق رضي الله عنه لهؤلاء النفر الثلاثة (أتقولون هذا) الكلام المفزع القبيح الشيخ قريش وسيدهم) ورئيسهم والهمزة للاستفهام الإنكاري بمعنى النهي أي لا تقولوا ذلك له (فأتى) أبو بكر (النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره) أي فأخبر أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم بما قالوه له (فقال) النبي صلَّى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه (يا أبا بكر لعلك أغضبتهم) بما قلت والله (لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك) بسبب إغضابهم وإنما أنكر أبو بكر عليهم التشديد في الكلام مع أبي سفيان وهو سيد قومه وفيه فضيلة ظاهرة لهؤلاء المذكورين عند الله تعالى ويستفاد منه احترام الصالحين واتقاء ما يغضبهم أو يؤذيهم (فأتاهم أبو بكر فقال يا إخوتاه) أ (أغضبتكم) بما قلت (قالوا لا) أي ما أغضبتنا ولكن (ينفر الله لك يا أُخي) تصغير ملاطفة لا تصغير تحقير وإعرابه يا حرف نداء مبني على السكون أخي منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الواو المنقلبة ياء لاجتماعها مع الياء الساكنة قبلها المحذوفة لتوالي الأمثال منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن ما قبل الياء لا يكون إلا مكسورًا لأن أصله أخيي أُخي مضاف وياء المتكلم في محل الجر مضاف إليه مبني على الفتح للخفة اهـ من كتابنا نخبة الإعراب على ملحة الأعراب فراجعه لأنا ذكرنا في ذلك الكتاب نحو خمسة عشر وجهًا في إعراب يا أُخيَّ وأما إعراب قوله (يا إخوتاه) يا حرف نداء إخوتاه منادى نكرة مقصودة في محل النصب مبني على