وعددهم ثم ثبتهما الله تعالى ولم تعملا بهمهما قال القرطبي وذلك الفشل أنه لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم في يوم أحد للقاء المشركين رجع عنه عبد الله بن أبي بجمع كثير فشلًا عن الحرب ونكولًا وإسلامًا للنبي صلَّى الله عليه وسلم وأصحابه للعدو وهمت بنو سلمة وبنو حارثة بالرجوع فحماهم الله تعالى من ذلك مما يضرهم من قبل ذلك وعظيم إثمه فلحقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالمسلمين إلى أن شاهدوا الحرب وكان من أمر أحد ما قد ذكر "وقول جابر ما نحب أن لا تنزل " إنما قال ذلك لما في آخرها من تولي الله تعالى لتينك الطائفتين بلطفه بهما وعصمته إياهما مما حل بعبد الله بن أبي من الإثم والعار والذمِّ وذلك قوله تعالى {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} أي متولي حفظهما وناصرهما اهـ من المفهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في المغازي باب إذ همّت طائفتان [٤٠٥١] وفي التفسير باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا إلخ [٤٥٥٨] ثم استشهد المؤلف لحديث جابر بحديث زيد بن أرقم رضي الله عنهما فقال:
٦٢٥٩ - (٢٤٨٩)(٤٦)(حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر) المعروف بغندر (وعبد الرحمن بن مهدي قالا حدثنا شعبة عن قتادة عن النضر بن أنس) بن مالك الأنصاري البصري ثقة من (٣) روى عنه في (٥) أبواب (عن زيد بن أرقم) بن زيد بن قيس بن النعمان الأنصاري الخزرجي الكوفي رضي الله عنه روى عنه في (٦) أبواب وله تسعون (٩٠) حديثًا وهذا السند من سداسياته (قال) زيد (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار) قال القرطبي ظاهره إنتهاؤه إلى البطن الثالث فيمكن أن يكون ذلك من القرون الذين قال فيهم صلى الله عليه وسلم "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" متفق عليه ويمكن أن تشمل بركة هذا الاستغفار المؤمنين من نسل الأنصار إلى يوم القيامة مبالغة في إكرام الأنصار ويؤيده قوله في الرواية الأخرى ولذراري الأنصار قال الأبي وإلى الأول كان يذهب الشيخ والأظهر