فقال: "وما لكما ولهذا إنما خصصتُ بذلك المنافقين" قال الأبي قال: رجلٌ لابن المسيب نغص عليَّ هذا الحديث عيشي لأني لا أسلم من الأربع أو من واحدة، فضحك وقال: أهمني ما أهمك فسألت ابن عمر وابن عباس فقالا: أهمنا ذلك فسألناه صلى الله عليه وسلم فقال ما تقدم.
وذكر الخطابي وجهًا آخر وهو أن المراد بذلك التحذير من اعتياده ويجر إلى الكفر لما جاء أن المعاصي بريد الكفر. اهـ "أبي" وجملة كان الناقصة جواب (من) الشرطية، وجملة (من) الشرطية خبر لقوله أربع وسوغ الابتداء بالنكرة تخصصه با لإضافة المقدرة وجملة (من) الشرطية في قوله (ومن كانت) ووجدت (فيه خلة) أي خصلة واحدة (منهن) أي من الأربع (كانت فيه) أي في ذلك الشخص (خلة) أي خصلة واحدة (من نفاق حتى يدعها) أي حتى يترك تلك الخلة معطوفة على جملة من الأولى إحداها كذبُ من (إذا حدث) وحاور مع الناس (كذب) أي خلط الكذب في محاورته (و) ثانيتها غدر وخديعة من (إذا عاهد) وعاقد عقد المهادنة أوالذمة مع الكفار (غدر) أي خدع ونقض العهد معهم بأن قاتلهم خديعة (و) ثالثتها خصلة من (إذا وعد) للناس بالمعروف (أخلف) ذلك الوعد ولم يفه (و) رابعتها خصلة من (إذا خاصم) وادعى على الناس شيئًا من الحقوق (فجر) أي مال عن الحق وقال الباطل والكذب في دعواه قال أهل اللغة وأصل الفجور الميل عن القصد، وقد يكون الكذب ومعنى (إذا خاصم فجر) أي مال عن الحق واحتال في رده وإبطاله (والخلة) بفتح الخاء المعجمة الخصلة وجمعها خلال وبالضم الصداقة والزعم بضم الزاي قول غير محقق.
قال ابن الأنباري في تسمية المنافق منافقًا ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه سُمي بذلك لأنه يستر كفره فأشبه الداخل في النفق وهو السرب.
ثانيها: أنه شُبِّه باليربوع الذي له جحر يقال له: القاصعاء، وآخر يقال له: النافقاء، فإذا أُخذ عليه من أحدهما خرج من الآخر، وكذلك المنافق يخرج من الإيمان من غير الوجه الذي يدخل فيه.
وثالثها: أنه شُبه باليربوع من جهة أن اليربوع يخرق في الأرض حتى إذا قارب