أبو ذر إلى قومه فأسلم الكثير منهم وقد تقدم أنهم كانوا معروفين بقطع الطريق فلما أسلموا تركوا ذلك ولعل رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر لهم خصوصًا من أجل ذلك ولا يخفى ما في هذا الدعاء من المحسنات اللفظية البديعية من الجناس فكان غفارًا مشتق من المغفرة.
قوله "وأسلم سالمها الله" ماخوذة من المسالمة وهو ترك الحرب أي أمر الله رسول الله صلى الله عليه وسلم بترك الحرب معها وبالمصالحة معها وقيل دعاء لها بالسلامة وقيل إخبار عن حالها أي سالمها الله من الحرب بالإسلام قال القاضي في المشارق هو من أحسن الكلام مأخوذ من سالمته إذا لم تر منه مكروهأ فكأنه دعا لهم بان يصنع الله بهم ما يوافقهم فيكون سالمها بمعنى سلمها وقد جاء فاعل بمعنى فعل كقاتله الله أي قتله اهـ نووي وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم عن أصحاب الأمهات الست ولكنه شاركه أحمد [/ ١٧٤٥] ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث أبي ذر رضي الله عنه فقال:
٦٢٧٥ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا عبيد الله بن عمر) بن ميسرة الجشمي (القواريري) البصري ثقة من (١٠) روى عنه في (١٠) أبواب (ومحمد بن المثنى وابن بشار جميعًا) أي كل من الثلاثة رووا (عن) عبد الرحمن (بن مهدي) بن حسان الأزدي البصري ثقة من (٩) روى عنه في (١٤) بابا (قال) المؤلف (قال) لنا (ابن المثنى حدثني عبد الرحمن بن مهدي) بصيغة صريح السماع (حدثنا شعبة عن أبي عمران الجوني) عبد الملك بن حبيب الأزدي البصري مشهور بكنيته ثقة من كبار الرابعة روى عنه في (١٣)(عن عبد الله بن الصامت) الغفاري (عن أبي ذر) الغفاري رضي الله عنهما وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة أبي عمران لحميد بن هلال (قال) أبو ذر (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ائت قومك) أي ارجع إليهم (فقل) لهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها).
ثم ذكر المؤلف المتابعة ثانيًا في حديث أبي ذر رضي الله عنه فقال: