شيئًا) من حسن الصحبة والمعاشرة والخدمة فـ (ـآليت) أي حلفت بسبب ما رأيته منهم من حسن صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم على (أن لا أصحب) ولا أُرافق (أحدًا منهم) أي من الأنصار سفرًا ولا حضرًا (إلا خدمته) وفيه بيان ما كانت الصحابة عليه من تعظيم قدر الأنصار وتوقيرهم وحبهم وذلك لفرط حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم (زاد ابن المثنى وابن بشار في حديثهما) أي في روايتهما أي زاد علي الجهضمي لفظة (وكان جرير) بن عبد الله (كبر) سنًّا (من أنس) بن مالك (وقال ابن بشار) لفظة وكان جرير (أسن) أي أكبر سنًّا (من أنس) بدل قول ابن المثنى أكبر والمعنى واحد ولشدة إتقانه وحفظه وتورعه من الكذب يبين ما اختلفت فيه الروايات ولو كلمة بل ولو حرفًا جزاه الله خيرًا عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ونفعنا بعلومه آمين.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري [٢٨٨٨].
ثم استدل المؤلف على دعائه صلَّى الله عليه وسلم لغفار وأسلم بحديث أبي ذر رضي الله عنه فقال:
٦٢٧٤ - (٢٤٩٧)(٥٤)(حدثنا هذاب بن خالد) بن الأسود القيسي البصري ثقة من (٩) روى عنه في (٧) أبواب (حدثنا سليمان بن المغيرة) القيسي البصري ثقة من (٧) روى عنه في (٩) أبواب (حدثنا حميد بن هلال) العدوي البصري ثقة من (٣) روى عنه في (٩) أبواب (عن عبد الله بن الصامت) الغفاري البصري ثقة من (٣) روى عنه في (٥) أبواب (قال) ابن الصامت (قال أبو ذر) الغفاري رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته (قال رسول الله غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله) تعالى.
قوله "غفار غفر الله لها" أي بنو غفار بكسر الغين المعجمة وهم قوم أبي ذر وسبق منهم إلى الإسلام أبو ذر وأخوه أُنيس وقد تقدمت قصة إسلامهما في باب مستقل ورجع