ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث أبي ذر بحديث خُفاف بن إيماء رضي الله عنه فقال:
٦٢٧٩ - (٢٥٠٠)(٥٧)(حدثني أبو الطاهر) أحمد بن عمرو المصري (حدثنا) عبد الله (بن وهب) المصري (عن الليث) ابن سعد المصري (عن عمران بن أبي أنس) القرشي العامري المصري ثقة من (٥) روى عنه في (٤) أبواب (عن حنظلة بن علي) بن الأسقع الأسلمي المدني ثقة من (٣) روى عنه في (٣) أبواب (عن خُفاف) بضم الخاء وتخفيف الفاء (بن إيماء) بكسر الهمزة وسكون الياء بن رحضة بكسر المهملتين ثم المعجمة (الغفاري) سيد قومه وإمامهم الصحابي المشهور رضي الله عنهما له ولأبيه صحبة روى عنه في (٢) بابين الصلاة والفضائل وهذا السند من سداسياته (قال) خفاف (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في) قنوت (صلاة) من الصلوات الخمس وهي صلاة الفجر (اللهم العنْ) واطرد عن رحمتك (بني لحيان) بفتح اللام وكسرها بطن من هذيل (و) العنْ (رعْلًا وذكوان وعصية) لأنّهم (عصوا الله ورسوله) وخالفوهما لأنهم الذين قتلوا القزاء ببئر معونة بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فقتلوهم وكان يقنت عليهم في صلاته ويلعن رعْلا وذكوان ويقول عصيّة عصت الله ورسوله اهـ عيني قال القسطلاني وهذا إخبار ولا يجوز حمله على الدعاء نعم فيه إشعار باظهار الشكاية منهم وهي تستلزم الدعاء عليهم بالخذلان لا بالعصيان وانظر ما أحسن هذا الجناس في قوله غفار غفر الله إلخ وألذّه على السمع وأعلقه بالقلب وأبعده من التكلف وهو من الاتفاقات اللطيفة وكيف لا يكون كذلك ومصدره عمن لا ينطق عن الهوى ففصاحة لسانه صلَّى الله عليه وسلم غاية لا يدرك مداها ولا يدانى منتهاها اهـ منه وقال صلى الله عليه وسلم (كفار كفر الله وأسلم سالمها الله) تعالى وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى.
ثم استشهد المؤلف رابعًا لحديث أبي ذر بحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقال: