بُرآء" رواه القاضي في إكمال المعلم في شرح صحيح مسلم، وإلى هذا المعنى مال كثير من التابعين والأئمة انتهى.
وحكى الخطابي أيضًا عن بعضهم أن هذا الحديث ورد في رجل بعينه منافق، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يواجههم بصريح القول فيقول فلان منافق وإنما كان يشير إشارة كقوله صلى الله عليه وسلم مابال أقوام يفعلون كذا والله أعلم قال النووي وهذا الحديث ليس فيه بحمد الله تعالى إشكال ولكن اختلف العلماء في معناه فالذي قاله المحققون والأكثرون وهو الصحيح المختار أن معناه أن هذه الخصال خصال نفاق وصاحبها شبيه بالمنافقين في هذه الخصال ومتخلق بأخلاقهم فإن النفاق إظهار ما يبطن خلافه وهذا المعنى موجود في صاحب هذه الخصال ويكون نفاقه في حق من حدثه ووعده وائتمنه وخاصمه وعاهده من الناس لا أنه منافق في الإسلام فيظهره وهو يبطن الكفر ولم يرد النبي صلى الله عليه وسلم أنه منافق نفاق الكفار المخلدين في الدرك الأسفل من النار اهـ. منه.
ثم بين المؤلف رحمه الله تعالى محل المخالفة بين رواية عبد الله بن نمير ورواية سفيان الثوري فقال: كلاهما رويا عن الأعمش هذا الحديث (غير أن في حديث سفيان) الثوري وروايته عن الأعمش لفظة (وإن كانت فيه) أي في الشخص (خصلة) وحالة وصفة واحدة (منهن) أي من تلك الخصال الأربع (كانت فيه) أي في ذلك الشخص (خصلة) أي صفة واحدة (من) صفات أهل (النفاق) التي عرفوا بها واعتادوا لها فأتى سفيان بإن الشرطية في قوله (إن كانت) بدل قول عبد الله (ومن كانت) وأتى بخصلة بدل قول عبد الله خلة وقال أيضًا (كانت فيه خصلة من النفاق) بدل قول عبد الله (كانت فيه خلة من نفاق) وهذا اختلاف لفظي وبين ذلك تورعا من الكذب على سفيان لو لم يبينه، وهذا الحديث أعني حديث عبد الله بن عمرو شارك المؤلفَ في روايته أحمدُ (٣/ ١٨٩ و ١٩٨) والبخاري (٣٤) وأبو داود (٤٦٨٨) والترمذي (٢٦٣٤) والنسائي (٨/ ١١٦) ثم استشهد المؤلف لحديث عبد الله بن عمرو بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهما فقال:
(١١٨) - ش (٨٥)(حدثنا يحيى بن أيوب) المقابري أبو زكريا البغدادي العابد ثقة