بلاؤهم فشرّفهم الله تعالى به وفضّلهم على من ليس بمؤمن من سادات العرب بالإسلام وعلى من تأخَّر إسلامه بالسبق كما شرّف بلالًا وعمّارًا وصهيبًا وسلمان على صناديد قريش وعلى أبي سفيان ومعاوية وغيرهم من المؤلفة قلوبهم كما تقدم فأعزَّ الله بالإسلام الأذلاء وأذل به الأعزّاء بحكمته الإلهية وقسمته الأزلية قال تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ (٢٦)} [آل عمران: ٢٦]، وعلى هذا فقوله صلى الله عليه وسلم مزينة وجهينة وغفار وأشجع ومن كان من بني عبد الله موالي دون الناس جبرٌ لهم من كسرهم وتنويه بهم من خمولهم وتفخيم لأمر الإسلام وأهله وتحقير لأهل الشرك ولمن دخل في الإسلام ولم يخلص فيه كالأقرع بن حابس وغيره ممن كان على مثل حاله وهذا التفضيل والتنويه إنما ورد جوابًا لمن استحقر هذه القبائل بعد إسلامها وتمسك بفخر الجاهلية وطغيانها فحيث ورد تفضيل هذه القبائل مطلقًا فإنه محمول على أنهم أفضل من هذه القبائل المذكورين معهم في محاورة الأقرع بن حابس اهـ من المفهم.
ثم استدل المؤلف على الجزء الأول من الترجمة بحديث أبي أيوب رضي الله عنه فقال:
٦٢٨٣ - (٢٥٠٢)(٥٩)(حدثني زهير بن حرب حدثنا يزيد وهو ابن هارون) بن زاذان السلمي الواسطي ثقة من (٩) روى عنه في (١٩) بابا (أخبرنا أبو مالك) سعد بن طارق بن أشيم بوزن أكرم (الأشجعي) ثقة من (٤) روى عنه في (٦) أبواب (عن موسى بن طلحة) بن عبيد الله التيمي المدني ثقة من (٢) روى عنه في (٥) أبواب (عن أبي أيوب) خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة الأنصاري النجاري المدني شهد بدرًا والعقبة نزل عليه النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل المدينة وله مناقب كثيرة رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته (قال) أبو أيوب (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار ومزينة وجهينة وغفار وأشجع ومن كان من بني عبد الله) قال القاضي والمراد ببني عبد