الله هنا بنو عبد العزى من غطفان سمّاهم النبي صلى الله عليه وسلم ببني عبد الله فسمتهم العرب بني محولة لتحويل اسم أبيهم كذا في شرح النووي أي هذه القبائل هم (موال) أي هم أنصاري وخاصتي (دون الناس) غيرهم.
(والله ورسوله مولاهم) أي أنا الذي أنصرهم وأتولى أمورهم ومصالحهم كلّها فلا ينبغي لهم أن يلجؤوا بشيء من أمورهم إلى أحد غيري من الناس وهذا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر "أنا أولى بكل مؤمن من نفسه من ترك مالًا فلورثته ومن ترك دينًا أو ضياعًا فعلي أو إلّي" رواه أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه اهـ من المفهم قوله: "الله ورسوله مولاهم" كذا الرواية بإفراد مولاهم أي لم يقل هما مولان لهم بصيغة التثنية نظير قوله تعالى: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ}[التوبة: ٦٢]، فوحدَ الضمير لأنه عائد على الله ورفع رسوله بالابتداء وخبره مضمر تقديره والله أحق أن يرضوه ورسوله كذلك وعلى هذا فتقدير الحديث هنا والله مولاهم ورسوله كذلك اهـ منه وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث الترمذي في المناقب باب في غفار وأسلم وجهينة ومزينة [٣٩٣٦].
قال الحافظ في الفتح [٦/ ٥٤٣] قوله: "الأنصار ومزينة وأشجع وجهينة وغفار" هذه خمس قبائل كانت في الجاهلية في القوة والمكانة دون بني عامر بن صعصعة وبني تميم بن عامر وغيرهما من القبائل فلما جاء الإسلام كانوا أسرع دخولًا في الإسلام من أولئك فانقلب الشرف إليهم بسبب ذلك.
وأمّا "مزينة" فبضم الميم وفتح الزاي وسكون الياء بعدها نون وهو اسم امرأة عمرو بن آد بن طابخة وهي مزينة بنت كلب بن وبرة وهي أم أوس وعثمان ابني عمرو فولد هذين يقال لهم بنو مزينة والمزنيون ومن قدماء الصحابة منهم عبد الله بن مغفل بن عبد نهم المزني وعمّه خزاعى بن عبد نهم وإياس بن هلال وابنه قرة بن إياس وهذا جد القاضي إياس بن معاوية بن قرة وآخرون وأما "جهينة" فهم بنو جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بضم اللام من مشهوري الصحابة منهم عقبة بن عامر الجهني وأما "أشجع" فبالمعجمة والجيم بوزن أحمر وهم أشجع بن ريث بفتح الراء وسكون التحتانية من مشهوري الصحابة منهم نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف اهـ منه.