رسول الله صلى الله عليه وسلم) لعائشة (أعتقيها) أي حرِّريها (فإنّها) أي فإن هذه المسبية (من ولد إسماعيل) بن إبراهيم الخليل عليهما السلام أي من نسله ففيه فضيلة ظاهرة لبني تميم وقوله: صلى الله عليه وسلم "أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل" قال الأبي لم يعن بذلك كونهم عربًا لأنهم عرب حقًّا بل يعني بذلك أنهم من ولد إسماعيل - عليه السلام - لا من اليمن وقد تقدم الكلام على حديث جابر في كتاب الإيمان أنه اختلف هل العرب كلها من ولد إسماعيل أو هم عربان إسماعيل ويمنية واليمن كلها من ولد قحطان قبل إسماعيل - عليه السلام - اهـ. قال القرطبي:"قوله صلى الله عليه وسلم في بني تميم هم أشد أمتي على الدجال" تصريح بأن بني تميم لا ينقطع نسلهم إلى يوم القيامة وبأنهم يتمسكون في ذلك الوقت بالحق ويقاتلون عليه اهـ من المفهم وما ورد في هذا الحديث من فضل تميم لا يعارض ما سبق من فضيلة مزينة وجهينة وأسلم وغفار وأشجع على هؤلاء لأن محصل ما سبق أن هذه القبائل الخمس أفضل من بني تميم ولا يلزم منه أن لا يكون لبني تميم فضلٌ أصلًا والله سبحانه وتعالى أعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٢/ ٣٩٠] والبخاري في العتق باب من ملك رقيقًا من العرب [٢٥٤٣] وفي المغازي باب وفد بني تميم [٤٣٦٦].
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث أبي هريرة هذا رضي الله عنه فقال:
٦٢٩٧ - (٠٠)(٠٠)(وحدّثنيه زهير بن حرب حدثنا جرير) بن عبد الحميد الضبي الكوفي (عن عمارة) بن القعقاع بن شبرمة الضبي الكوفي ثقة من (٦) روى عنه في (٥) أبواب (عن أبي زرعة) هرم بن عمرو (عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته غرضه بيان متابعة عمارة للحارث في الرواية عن أبي زرعة (قال) أبو هريرة (لا أزال أُحبُّ بني تميم بعد ثلاث) مقالات (سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولها) أي يقول تلك الثلاث (فيهم) أي في مدح بني تميم (فذكر) عمارة (مثله) أي مثل حديث الحارث.