للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٦٩٩ - (٢٥٠٨) (٦٥) حدّثني حَرْمَلَةُ بْنُ يَحيَى. أَخبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ. حَدَثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيبِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَن رَسُولَ الله صَلى الله عَلَيهِ وسَلَمَ قَال: "تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ. فَخِيَارُهُم فِي الْجَاهِلِيةِ خِيَارُهم فِي الإِسْلامِ إِذَا فَقِهُوا. وَتَجِدُونَ مِنْ خَيرِ النَاسِ فِي هذَا الأَمرِ،

ــ

ثم استدل المؤلف على الجزء الثاني من الترجمة بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه فقال:

٢٦٩٩ - (٢٥٠٨) (٦٥) (حدثني حرملة بن يحيى) التجيبي المصري (أخبرنا) عبد الله (بن وهب) المصري (أخبرني يونس) بن يزيد الأموي الأيلي (عن ابن شهاب حدثني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من سداسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تجدون الناس معادن) أي كالمعادن ففي الكلام تشبيه بليغ أي تجدون أيها المخاطبون أجناس النّاس وأنواع بني آدم أصولًا مختلفة وأجناسًا متجنسة وشعوبًا متشعبة وقبائل متنوعة في الخلق والأخلاق والطبائع والألوان كالمعادن التي تستخرج من الأرض المختلفة الأجناس من الذهب والفضة والنحاس والرصاص والحديد والنفط والبارود المختلفة الألوان والضفات والمنافع والضرر قال القرطبي وهو مثل وقد جاء في حديث رواه أحمد [٢/ ٥٣٩] الناس معادن كمعادن الذهب والفضة أي مختلفة في شرف أصولهم وأنسابهم ووجه التمثيل أن المعادن مشتملة على جواهر مختلفة منها النفيس ومنها الخسيس وكل من المعادن يخرج ما في أصله وكذلك الناس كل منهم يظهر عليه ما في أصله فمن كان ذا شرف وفضل في الجاهلية فأسلم لم يزده الإسلام إلا شرفًا فإن تفقه في دين الله فقد وصل إلى غاية الشرف إذ قد اجتمعت له أسباب الشرف كلها فيصدق عليه قوله (فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا) والحاصل أن الفضيلة في الإسلام وإن كانت بالتقوى والفقه في الدين ولكن إذا انضّم إليهما شرف النسب ازدادت فضلًا وفي قوله "إذا فقهوا" إشارة إلى أن الشرف الإسلامي لا يتم إلا بالتفقه في الدين والمعادن جمع معدن بكسر الدال لأنه موضع العدن أي الإقامة اللازمة ومنه جنّات عدن وسمي المعدن بذلك لأن الناس يقيمون فيه صيفًا وشتاء قاله الجوهري (وتجدون من خير الناس) فمن زائدة على مذهب الكوفيين لأنهم يجيزون زيادتها في الإثبات أي وتجدون خير الناس وأفضلهم وأولاهم (في هذا الأمر) أي في الولايات

<<  <  ج: ص:  >  >>