للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَإِنَّمَا قَال رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيهِ وَسلَّمَ: "لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ". يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَنْخَرِمَ ذلِكَ الْقَرْنُ

ــ

أن الساعة تقوم بعد مائة سنة كما روى ذلك الطبراني وغيره من حديث أبي مسعود البدري وردّ ذلك عليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبيّن ابن عمر في هذا الحديث مراد النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال (وإنما قال) وأراد (رسول الله صلى الله عليه وسلم) أنه (لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد يريد بذلك أن يخترم) وينعدم ويموت (ذلك القرن) أي ينقطع وينقضي يعني أنّ مراد النبي صلى الله عليه وسلم أنّ عند انقضاء مائة سنة من مقالته تلك يخترم ذلك القرن فلا يبقى أحد ممن كان موجودًا حال تلك المقالة كذا في فتح الباري [٢/ ٧٥].

قال النووي واحتج بهذا الحديث من شذَّ وقال إن الخضر - عليه السلام - قد مات والجمهور على أنه حي ويحمل الحديث على أنّه كان في البحر أو أنه عام مخصوص وقال المازري إن الألف واللام في الأرض للعهد قال والمراد بها أرض العرب لأنها التي يعرفون وفيها يتصرفون وعليها يخاطبون دون أرض يأجوج ومأجوج وجزائر الهند والسند ممّا لا يقرع سمعهم ولا يعلمون علمه وعلى تسليم العموم فلا يتناول الخضر عليه السلام وإن كان حيًّا كما قيل لأنه ليس بمشاهد للناس ولا مخالط لهم حتى يخطر ببالهم حين مخاطبة بعضهم بعضًا كما لا يتناول عيسى - عليه السلام - ولا الدّجال لأن عيسى عليه السلام حيٌّ في السماء وكذلك الدّجال في جزائر الفرس بدليل حديث الجسَّاسة وقد مرَّ الكلام على مسألة حياة الخضر ووفاته في باب فضائل الخضر - عليه السلام - فراجعه قلت والجساسة حيوان دلَّ تميمًا الداري وأصحابه على الدّجال كما هو مذكور في كتاب الفتن من هذا الكتاب اهـ.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٣/ ٣١٤] والبخاري في مواضع في العلم باب السمر في العلم [١١٦] وفي مواقيت الصلاة باب ذكر العشاء والعتمة [٥٦٤] وباب السمر في الفقه والخير بعد العشاء [٦٠١] وأبو داود في الملاحم باب قيام الساعة [٤٣٤٨] والترمذي في الفتن باب (٦٤) حديث [٢٢٥٢] ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث ابن عمر رضي الله عنهما فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>