عقبة المدينة) هي عقبة بمكة ولعلها الصواب مصلوبًا على خشبة منكسًا صلبه الحجاج بن يوسف بعد أن قتل في المعركة (قال) أبو نوفل (فجعلت قريش تمر عليه) أي على ابن الزبير لا تتكلم شيئًا (و) يمرّ (الناس) عليه لا يتكلمون في شأن ابن الزبير خوفًا من الحجاج (حتى مرّ) يومًا (عليه) أي على ابن الزبير وهو مصلوب (عبد الله بن عمر) بن الخطاب رضي الله عنه (فوقف) ابن عمر (عليه) أي عند ابن الزبير فعلى بمعنى عند (فقال) ابن عمر مخاطبًا لابن الزبير بكنيته (السلام عليك) يا (أبا خبيب) كني بابنه خبيب لأنه أكبر أولاده وكرّره ثلاث مرات، بقوله:(السلام عليك أبا خبيب السلام عليك أبا خبيب) تعجبًا من حاله وتأسفًا عليه وفيه جواز السلام على الميت سواء كان مدفونًا أو لا وفيه تكرار السلام ثلاث مرات (أما) بفتح الهمزة وتخفيف الميم حرف استفتاح وتنبيه أي أما (والله لقد كنت) فيما مضى (أنهاك) وأزجرك (عن هذا) التخلف والتعارض للمتغلبين من الحكام ومقاومتهم خوفًا من فتنتهم وكأنه أشار إليه بالصلح ونهاه عن قتالهم بما رأى من كثرة عدوِّه وشدة شوكتهم فإن ابن عمر كان يرى أن في ذلك فتنة أكثر من تحمل تبعاتهم والصلح معهم وكان رأي ابن الزبير بالعكس وذلك أمر موكول إلى الاجتهاد كما مرَّ تفصيله في كتاب الإمارة باب وجوب طاعة الأمير ويحتمل أن يكون ابن عمر نهاه عن أصل الخلافة لما فيها من الخطر وكرره بقوله "أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا" ثم إنه شهد بما علم من حاله فقال (أما والله إن كنت) بفتح التاء كان مخففة من الثقيلة واسمها محذوف تقديره أما والله إنك كنت وما المصدرية مع مدخولها في قوله (ما عملت) بضم التاء في تأويل مصدر معمول لمحذوف تقديره أما والله إنك كنت متصفًا بعلمي منك أي بمعلومي منك من الصيام والقيام وصلة الرّحم وقوله (صوّامًا قوّامًا وصولًا للرحم) بدل من خبر كان الذي أخذناه من جملة ما المصدرية أي أما والله إنك كنت متصفًا بمعلوماتي فيك كنت صوامًا إلخ وكان يصوم