للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَال: "الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالإِثْمُ مَا حَاكَ في صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيهِ النَّاسُ".

٦٣٦٢ - (٠٠) (٠٠) حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأيلِيُّ،

ــ

الآثمين فأجابه النبي صلّى الله عليه وسلم بجواب جملي أغناه عن التفصيل (فقال) له (البر) قال النووي قال العلماء البر يكون بمعنى الصلة وبمعنى اللطف والمبرة وحسن الصحبة والعشرة وبمعنى الطاعة وهذه الأمور هي مجامع حسن الخلق وقال الأبي إن البر بأي معنى كان يستلزم حسن الخلق اهـ أي فأجابه بقوله البرُّ (حُسن الخلق) بضم الخاء واللام يعني أن حسن الخلق أعظم خصال البر كما قال "الحج عرفة" رواه أحمد وأصحاب السنن الأربعة ويعني بحسن الخلق الإنصاف في المعاملة والرفق في المجادلة والعدل في الأحكام والبذل والإحسان اهـ من المفهم (والإثم ما حاك) وتحرّك (في صدرك) وقلبك وتردد فيه ولم ينشرح له الصدر وحصل في القلب منه الشك وخوف كونه ذنبًا (وكرهت أن يطلع عليه الناس) أي المؤمنون الأتقياء أي الشيء الذي يؤثر نفرة وحزازة في القلب يقال حاك الشيء في قلبي إذا رسخ فيه وثبت ولا يحيك هذا في قلبي أي لا يثبت فيه ولا يستقرّ قال شمر الكلام الحائك هو الراسخ في القلب وإنما أحاله النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الإدراك القلبي لما علم من جودة فهمه وحسن قريحته وتنوير قلبه وأنه يدرك ذلك من نفسه وهذا كما قال في الحديث الآخر "الإثم حزّاز القلوب" رواه البيهقي في شعب الإيمان [٧٢٧٧] من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يعني به القلوب المنشرحة للإسلام المنورة بالعلم الذي قال فيه مالك "العلم نور يقذفه الله تعالى في القلب" وهذا الجواب لا يصلح لغليظ القلب قليل الفهم فإذا سأل عن ذلك من قل فهمه فصلت له الأوامر والنواهي الشرعية وقد قالت عائشة رضي الله عنها "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم " رواه أبو داود [٤٨٤٢] بلفظ "أنزلوا الناس منازلهم " مرفوعًا من حديث عائشة رضي الله عنها اهـ من المفهم.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٤/ ١٨٢] والترمذي في الزهد باب ما جاء في البر والإثم [٢٣٩٠].

ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث النوّاس رضي الله عنه فقال:

٦٣٦٢ - (٠٠) (٠٠) (حدثني هارون بن سعيد) بن الهيثم التميمي (الأيلي) ثقة من

<<  <  ج: ص:  >  >>