التفسير صحيح لكثرة مجيء لفظ قاطع في الشرع مضافًا إلى الرحم فإذا ورد مجردًا عن الإضافة حُمل على ذلك الغالب والكلام في كون القاطع لا يدخل الجنة قد تقدم في كتاب الإيمان وأنه يصح أن يحمل على المستحل لقطع الرحم فيكون القاطع كافرًا أو يخاف أن يفسد قلبه بسبب تلك المعصية فيختم عليه بالكفر فلا يدخل الجنة أو لا يدخل الجنة في الوقت الذي يدخلها الواصل للرحم لرحمه لأن القاطع يحبس في النار بمعصيته ثم بعد ذلك يخلص منها بتوحيده كل ذلك محتمل والله سبحانه وتعالى أعلم اهـ من المفهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٤/ ٨٤] والبخاري في الآداب باب إثم القاطع [٥٩٨٤] وأبو داود في الزكاة باب صلة الرحم [١٦٩٦] والترمذي في البر والصلة باب ما جاء في صلة الرحم [١٦٠٩].
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث جبير رضي الله عنه فقال:
٦٣٦٦ - (٠٠)(٠٠)(حدثني عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي) بضم المعجمة وفتح الموحدة ابن عبيد بن مخراق أبو عبد الرحمن البصري ثقة من (١٠) روى عنه في (٥) أبواب (حدثنا جويرية) بن أسماء بن عبيد بن مخراق الضبعي البصري صدوق من (٧) روى عنه في (٩) أبواب (عن مالك) بن أنس الإمام في الفروع (عن الزهري أن محمد بن جبير بن مطعم أخبره) أي أخبر مالكًا (أن أباه) أي أن أبا محمد جبير بن مطعم رضي الله عنه (أخبره) أي أخبر محمدًا وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة مالك لسفيان بن عيينة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة قاطع رحم) أي دخولًا بلا عذاب بل يدخلها بعد معاناة العذاب الذي استحقه بقطع الرحم أو المراد أنه لا يدخل الجنة أصلًا إن استحل قطع الرحم بلا شبهة مع العلم بتحريمها فهو كافر مخلد في النار لاستحلاله ما هو محرم بنص الكتاب والسنة.
ثم ذكر المؤلف المتابعة ثانيًا في حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه فقال: