للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٣٧٩ - (٢٥٤٣) (١٠١) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي فُدَيْكٍ. أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ (وَهُوَ ابْنُ عُثْمَانَ)، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال: "لَا يَحِل لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثةِ أَيَّامٍ"

ــ

على الموطأ قال ابن عبد البر هذا مخصوص بحديث كعب بن مالك وصاحبيه حيث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بهجرهم يعني زيادة على ثلاث إلى أن بلغ خمسين ليلة قال وأجمع العلماء على أن من خاف من مكالمة أحد وصلته ما يفسد عليه دينه أو يدخل مضرة في دنياه يجوز له مجانبته وبعده ورب صرم جميل خير من مخالطة من تؤذيه قوله "وخيرهما" أي أكثرهما ثوابًا "الذي يبدأ صاحبه بالسلام" معناه أن الذي يبدأ بقطع الهجرة فسبق صاحبه بالسلام أحسن خلقًا وأعظم أجرًا وما ذكرناه من جواز الهجران في الثلاث هو مذهب الجمهور والمعتبر ثلاث ليال فإن بدأ بالهجرة في بعض يوم فله أن يلغي ذلك البعض ويعتبر ليلة ذلك اليوم فيكون أول الزمان الذي أبيحت فيه الهجرة ثم بانفصال الليلة الثالثة تحرم الهجرة على ما قدمناه وهذا الهجران الذي ذكرناه هو الذي يكون عن غضب لأمر جائز لا تعلق له بالدين فأما الهجران لأجل المعاصي والبدعة فواجب استصحابه به إلى أن يتوب من ذلك ولا يختلف في هذا اهـ من المفهم.

ثم استشهد المؤلف لحديث أبي أيوب بحديث ابن عمر رضي الله عنهم فقال:

٦٣٧٩ - (٢٥٤٣) (١٠١) (حدثنا محمد بن رافع) القشيري (حدثنا محمد) بن إسماعيل بن مسلم (بن أبي فديك) مصغرًا يسار الديلي المدني صدوق من (٨) روى عنه في (٨) أبواب (أخبرنا الضحاك وهو ابن عثمان) بن عبد الله بن خالد بن حزام الأسدي الحزامي أبو عثمان المدني صدوق من (٧) روى عنه في (٨) أبواب (عن نافع عن عبد الله بن عمر) بن الخطاب رضي الله عنهما وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل للمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام) قوله "أن يهجر أخاه" المراد بالأُخوة أخوة الإسلام فمن لم يكن كذلك جاز هجره فوق الثلاث والمراد بالهجر فيما يقع بين الناس من عيب أو موجدة أو تقصير في حقوق العشرة والصحبة دون ما كان في جانب الدين فإن هجرة أهل البدع دائمة ما لم تظهر التوبة فإنه صلى الله عليه وسلم لما خاف على كعب بن مالك وصاحبيه النفاق حين تخلّفوا عن غزوة تبوك أمر بهجرهم فهجروا خمسين يومًا وهجر نساءه صلى الله عليه وسلم شهرًا وهجرت عائشة ابن الزبير

<<  <  ج: ص:  >  >>