للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْلَى عَامِرِ بْنِ كُرَيزٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ. قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيعِ بَعْضٍ. وَكُونُوا، عِبَادَ اللهِ، إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمٍ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ

ــ

أبو سليمان المدني ثقة من (٥) روى عنه في (٥) أبواب (عن أبي سعيد مولى) عبد الله بن (عامر بن كريز) مصغرًا الخزاعي روى عن أبي هريرة في الصلاة والبر والصلة والحسن البصري وأُسامة بن زيد ويروي عنه (م س ق) وداود بن قيس وصفوان بن سليم ومحمد بن عجلان والعلاء بن عبد الرحمن وغيرهم وثقه ابن حبان وقال الذهبي في الكاشف ثقة وقال في التقريب مقبول من الرابعة (عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من رباعياته (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض) منكم (وكونوا عباد الله إخوانًا المسلم أخو المسلم لا يظلمه) من باب ضرب أي لا ينقصه حقه أو يمنعه حقه (ولا يخذله) من باب نصر أي لا يتركه لمن يظلمه ولا ينصره وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا فقال كيف أنصره ظالمًا قال تكفه عن الظلم فذلك نصره" رواه أحمد والبخاري والترمذي والمعنى أي لا يترك نصره ومعونته إذا احتاج إليه في الحق قاله القاضي عياض وقال النووي معناه إذا استعان به في دفع ظالم ونحوه لزمه إعانته إذا أمكنه ولم يكن له عذر شرعي ويؤيده ما وقع في حديث ابن عمر عند البخاري في المظالم [٢٤٢٤] "لا يظلمه ولا يسلمه" ويقال أسلم فلان فلانًا إذا ألقاه إلى الهلكة ولم يحمه من عدوه قال الحافظ في الفتح [٥/ ٩٧] أي لا يتركه مع من يؤذيه ولا فيما يؤذيه بل ينصره ويدفع وهذا أخص من ترك الظلم وقد يكون واجبا أو مندوبا بحسب اختلاف الأحوال وزاد الطبراني من طريق أخرى عن سالم "ولا يسلمه في مصيبة نزلت به" ولعل وجوب النصرة إنما يتوجه إذا رأى مسلمًا يشارف الهلاك أو يلحقه ضرر شديد وهو قادر على دفعه بدون مضرة تلحقه والنصرة في غيره من الأحوال مندوبة (ولا يحقره) من باب ضرب أي لا ينظره بعين الاستصغار والقلة وهذا إنما يصدر في الغالب عمن غلب عليه الكبر والجهل وذلك أنه لا يصح له استصغار غيره حتى ينظر إلى نفسه بعين أنه أكبر منه وأعظم وذلك جهل بنفسه وبحال المحتقر فقد يكون فيه ما يقتضي عكس ما وقع للمتكبر اهـ من المفهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>