للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٣٩١ - (٠٠) (٠٠) حدَّثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ. سَمِعَ أَبَا هُرَيرَةَ رَفَعَهُ مَرَّةً قَال: "تُعْرَضُ الأَعْمَالُ فِي كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ وَاثْنَينِ. فَيَغْفِرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْم لِكُلِّ امْرِئٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيئًا. إلا امْرَأً كَانَتْ بَينَهُ وَبَينَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ: أَرْكُوا هَذَينَ حَتَّى يَصْطَلِحَا. ارْكُوا هَذَينِ حَتى يَصْطَلِحَا"

ــ

٦٣٩١ - (٠٠) (٠٠) (حدثنا) محمد بن يحيى (بن أبي عمر) العدني المكي (حدثنا سفيان) بن عيينة (عن مسلم بن أبي مريم) يسار السلولي مولاهم المدني ثقة من (٤) روى عنه في (٢) بابين الصلاة والبر والصلة (عن أبي صالح) السمان (سمع أبا هريرة) حالة كونه (رفعه) أي رفع هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم (مرةً) أي تارة ويقفه أخرى وهذا السند من خماسياته غرضه بيان متابعة مسلم بن أبي مريم لسهيل بن أبي صالح (قال) أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تُعرض الأعمال) أي أعمال العباد على الله سبحانه وتعالى (في كل يوم خميس واثنين فيغفر الله عزَّ وجلَّ في ذلك اليوم) أي في يوم عرض الأعمال عليه وهما اليومان المذكوران (لكل امرئ) وامرأة (لا يشرك بالله شيئًا) من المخلوق الصغائر من الذنوب دون الكبائر لما مر آنفًا (إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه) المسلم (وشحناء) أي بغضاء وعداوة قال في المصباح شحنت البيت وغيره كالسفن شحنًا من باب نفع ملأته وشحنه طرده والشحناء العداوة والبغضاء وشحنت عليه شحنًا من باب تعب حقدت وأظهرت العداوة اهـ (فيقال) من جهة الله (اركوا) أمر للجماعة من باب دعا قال ابن الأعرابي يقال ركاه يركوه إذا آخره وقيل بفتح الهمزة من الإركاء ومعناه التأخير أيضًا أي أخروا أمر (هذين) المتباغضين أي أخروا مغفرة ذنوبهما مطلقًا زجرًا لهما عن الشحناء أو ذنب الشحناء فقط (حتى يصطلحا) أي يرجعا إلى الصلح والمودة وكرره بقوله (اركوا هذين حتى يصطلحا) تأكيدًا لما قبله وفي السنوسي وأتى باسم الإشارة بدل الضمير لمزيد تعيينهما وتمييزهما بتلك الخصلة القبيحة بين المسلمين ففيه إشارة إلى عظيم قبحها وشناعتها حتى اشتهر صاحبها وصار كالحاضر المحسوس اهـ.

قوله "تعرض الأعمال في كل يوم خميس وإثنين" قال النووي وهذا العرض قد يكون بنقل الأعمال من صحائف الحفظة إلى محل آخر ولعله اللوح المحفوظ كما قال تعالى: {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية: ٢٩]، قال الحسن الخزنة تستنسخ من الحفظة صحائف الأعمال وقد يكون العرض في هذين اليومين ليباهي الله سبحانه بصالح

<<  <  ج: ص:  >  >>