في (٦) أبواب (عن الحارث بن سويد) التيمي أبي عائشة الكوفي ثقة من (٢)(ت) بعد (٧٠) روى عنه في (٤) أبواب (عن عبد الله) بن مسعود رضي الله عنه وهذا السند من سداسياته (قال) عبد الله (دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو) أي والحال أنه (يوعك) ويحمّى (فمسسته) أي لمسته (بيدي) فيه أن من آداب العائد أن يمسَّ المريض بيده حتى لو كان ليس من أهل الطب لكن بشرط أن لا يتأذى بذلك (فقلت) له صلى الله عليه وسلم (يا رسول الله إنك لتوعك) وتحمّى (وعكًا شديدًا) أي حمّى شديدة والوعك بسكون العين وبفتحها ألم الحمّى ومغثها وقيل تعبها وقيل إرعادها للمحموم وتحريكها إياه وعن الأصمعي الوعك الحر فإن كان محفوظًا فلعلّ الحمّى سميت وعكًا لحرارتها وقد وعك الرجل يوعك على البناء للمجهول إذا أصابه الوعك قال الأبي وقدمنا أنه لا ينبغي أن يخبر المريض بما يسوء من حال مرضه وكان هذا خلافه "قلت" وليس بخلافه لأنّ ذلك في حق من يتألم ويتأثر لذلك وهو صلى الله عليه وسلم ليس كذلك ألا تراه كيف أخبر عن ذلك بقوله "أجل" ومضاعفة المرض عليه ليضاعف له الأجر كما ذكره بقوله (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) في جواب سؤالي (أجل) أي نعم أوعك كذلك فـ (ـإني أوعك كما يوعك رجلان منكم) أي لمضاعفة الأجر أي يأخذني الوعك أي شدة الحفى وسورتها ضعفي ما لغيري ليضعف أجري عليها كما (قال) عبد الله (فقلت) له (ذلك) أي مضاعفة الحقى عليك بسبب (أن لك) عليها (أجرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل) أي نعم كذلك (ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل ما من مسلم) وكذا مسلمة (يصيبه أذىً من مرض فما سواه) أي فما سوى المرض كصدمة وسقطة (إلّا حطّ الله) سبحانه أي محا الله عنه (به) أي بسبب ذلك الأذى والألم (سيئاته) أي صغائر ذنوبه (كما تحطّ الشجرة) وتتساقط (ورقها) وقت الربيع