فسطاط) والطنب بضمتين وسكون الثاني لغة الحبل تشد به الخيمة على الوتد والفسطاط الخيمة الكبيرة (فكادت عنقه) أي قاربت عنقه أن تنكسر (أو) قال الراوي بالشك منه وهو الأسود أو من دونه أي أو قال كادت (عينه أن تذهب) وتنطمس وتعمى (فقالت) لهم (لا تضحكوا) به (فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يشاك شوكة) أي يطعن بشوك شجر شوكة أي مرة (فما فوقها) أي فما فوق المرة (إلا كتبت له بها) أي بتلك الشوكة (درجة) أي حسنة (ومُحيت) أي مسحت (عنه بها خطيئة) أي سيئة من الصغائر قوله "لا تضحكوا" قال النووي فيه النهي عن الضحك عن مثل هذا إلا أن يحصل غلبة لا يمكن دفعه فمذموم لأن فيه إشماتًا بالمسلم وكسرًا لقلبه قوله "إلا كتبت له بها درجة" قال النووي في هذا الأحاديث بشارة عظيمة للمسلمين فإنه قلّما ينفعك الواحد منهم ساعة من شيء من هذه الأمور وفيه تكفير الخطايا بالأمراض والأسقام ومصائب الدنيا وهمومها وإن قلت مشقتها.
وفيه رفع الدرجات بهذه الأمور وزيادة الحسنات وهذا هو الصحيح الذي عليه جماهير العلماء وحكى القاضي عن بعضهم أنها تكفر الخطايا فقط ولا ترفع درجة ولا تكتب حسنة وروى نحوه عن ابن مسعود قال الوجع لا يكتب به أجر لكن تكفر به الخطايا فقط واعتمد على الأحاديث التي فيها تكفير الخطايا ولم تبلغه الأحاديث التي ذكرها مسلم المصرّحة برفع الدرجات وكتب الحسنات اهـ والله أعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٦/ ٢٧٩] والبخاري في المرضى باب ما جاء في كفارة المرضى [٥٦٤٠] والترمذي في الجنائز باب ما جاء في ثواب المريض [٩٦٥].
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث عائشة هذا رضي الله عنها فقال:
٦٤٠٦ - (٠٠)(٠٠) (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب واللفظ لهما ح