للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ، وَلَا نَصَبٍ، وَلَا سَقَمٍ، وَلَا حَزَنٍ، حَتَّى الْهَمِّ يُهَمُّهُ، إلا كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ"

ــ

المدني صدوق من (٦) روى عنه في (١٥) أبواب (عن محمد بن عمرو بن عطاء) القرشي العامري المدني ثقة من (٣) روى عنه في (٥) أبواب (عن عطاء بن يسار) الهلالي مولاهم مولى ميمونة الهلالية رضي الله عنها أبي محمد المدني ثقة من (٣) روى عنه في (٩) أبواب (عن أبي سعيد) الخدري سعد بن مالك المدني رضي الله عنه (وأبي هريرة) رضي الله عنه (أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) وهذا السند من سداسياته (ما يُصيب المؤمن من وصب) الوصب بفتحتين كالمرض وزنًا ومعنىً (ولا نصب) والنصب كالتعب وزنًا ومعنىً أي لا يصيبه نصب ومرض ولا وصب وتعب (ولا سقم) أي مرض (ولا حزن) والحزن ما يحدث لفقد ما يشق على المرء فقده كالولد (حتَّى الهم يهمه) أي يدخل عليه الهم والهم ما ينشأ عن الفكر فيما يتوقع حصوله مما يتأذى به والغم كرب يحدث للقلب بسبب ما حصل وقيل الهم والغم واحد (إلا كفر) بالبناء للمجهول أي إلا ستر (به) أي بما ذكر من الوصب وما بعده (من سيئاته) أي بعض سيئاته الصغائر. قوله: "حتى الهمّ يهمُّه " بضم الياء وفتح الهاء بالبناء للمجهول أي يقع بسببه في الهم والمقصود من الحديث التسوية بين الحزن الشديد الذي يكون عن فقد محبوب والهم الذي يقلق الإنسان ويشتغل به فكره من شيء يخافه أو ويكرهه في أن كل واحد منهما يكفر به كما قد جمع في هذا الحديث نفسه بين الوصب وهو المرض وبين السقم لكن أطلق الوصب على الخفيف منه والسقم على الشديد ويرتفع الترادف بهذا القدر ومقصود هذه الأحاديث أن الأمراض والأحزان وإن دقت والمصائب وإن قلت أجر المؤمن على جميعها وكفرت عنه بذلك خطاياه حتى يمشي على الأرض وليست له خطيئة كما جاء في الحديث الآخر لكن هذا كله إذا صبر المصاب واحتسب وقال ما أمر الله تعالى به بقوله: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ (١٥٦)} [البقرة: ١٥٦]، فمن كان كذلك وصل إلى ما وعد الله به ورسوله من ذلك اهـ من المفهم.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٢/ ٢٤٨] والبخاري في المرضى [٥٦٤١ و ٥٦٤٢] والترمذي في الجنائز باب ما جاء في ثواب المريض [٩٦٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>