وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٢/ ٢٣٥] والترمذي في البر والصلة باب ما جاء في التواضع [٢٠٣٠].
ثم استدل المؤلف على الجزء الخامس من الترجمة وهو تحريمُ الغيبة بحديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
٦٤٣٥ - (٢٥٧١)(١٢٩)(حدَّثنا يحيى بن أيوب) البغدادي المقابري (وقتيبة) بن سعيد (و) عليُّ (بن حجر) السعديُّ المروزيُّ (قالوا حدثنا إسماعيل) بن جعفر بن أبي كثير الزرقي المدني (عن العلاء) بن عبد الرحمن (عن أبيه) عبد الرحمن بن يعقوب الجهني المدني (عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتدرون) أي هل تعلمون جواب (ما) حقيقة (الغيبة) وما معناها قال القرطبي كأن هذا السؤال صدر عنه بعد أن جرى ذكر الغيبة ولا يبعد أن يكون ذلك بعد نزول قوله تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا}[الحجرات: ١٢] ففسّر النبي صلَّى الله عليه وسلم هذه الغيبة المنهي عنها بعد أن (قالوا) في جواب سؤاله (الله ورسوله أعلم) فـ (ـقال) الغيبة التي نهيتم عنها بهذه الآية (ذكرك) ووصفك (أخاك) أو أختك في الإسلام في حال الغيبة (بما) أي بوصف (يكره) أخوك الوصف سواء كان ذكرًا بنقص في بدنه أو نسبه أو في خلقه أو في فعله أو في قوله أو في دينه أو في دنياه حتى في ثوبه وداره ودابّته وسيّارته (قيل) لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم أر من ذكر اسم هذا القائل (أفرأيت) أي أخبرني يا رسول الله (إن كان في أخي) ذلك (ما أقول) في الغيبة له هل هو حرام أم لا (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب السائل (إن كان فيه) أي في أخيك (ما تقول) فيه (فقد اغتبته) أي ذكرته بما يكره في غيبته لأن الغيبة ذكر الإنسان في غيبته بما يكره (وإن لم يكن فيه) أي في أخيك ما تقول (فقد بهتَّه) أي افتريت عليه فحينئذ جمعت له بين الغيبة والبهتان وهو بتشديد التاء المفتوحة للمخاطب لإدغام لام الكلمة في