٦٤٣٤ - (٢٥٧٠)(١٢٨)(حدَّثنا يحيى بن أيوب) المقابري (وقتيبة) بن سعيد (و) على (بن حجر) السعدي المروزي (قالوا حدثنا إسماعيل وهو ابن جعفر) بن أبي كثير الزرقي المدني (عن العلاء) بن عبد الرحمن الجهني المدني صدوق من (٦)(عن أبيه) عبد الرحمن بن يعقوب الجهني ثقة من (٣)(عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما نقصت صدقة من مال) قال النووي ذكروا في معناه وجهين أحدهما أنه يبارك فيه ويدفع عنه المضرات فينجبر نقص الصورة بالبركة الخفية وهذا مدرك بالحسِّ والعادة والثاني أنه وإن نقصت صورته كان في الثواب المرتب عليه جبر لنقصه وزيادة إلى أضعاف كثيرة (وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا) فيه أيضًا وجهان أحدهما على ظاهره ومن عرف بالعفو والصفح ساد وعظم في القلوب وزاد عزّه وإكرامه والثاني أن يكون أجره وثوابه وجاهه وعزه في الآخرة أكثر (وما تواضع أحدٌ لله إلَّا رفعه الله) والتواضع الانكسار والتذلل ونقيضه التكبر والترفع والتواضع يقتضي متواضعًا له فإن كان المتواضع له هو الله تعالى أو من أمر الله بالتواضع له كالرسول والإمام والحاكم والوالد والعالم فهو التواضع الواجب المحمود الذي يرفع الله تعالى به صاحبه في الدنيا والآخرة وأما التواضع لسائر الخلق فالأصل فيه أنه محمود ومندوب إليه ومرغب فيه إذا قُصد به وجه الله ومن كان كذلك رفع الله تعالى قدره في القلوب وأما التواضع لأهل الدنيا ولأهل الظلم فذلك هو الذل الذي لا عزّ فيه والخسَّة التي لا رفعة معها بل يترتب عليها ذل الآخرة وكل صفقة خاسرة نعوذ بالله من ذلك اهـ من المفهم.
وقد يقال معنى قوله:"وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلَّا عزًّا" إما في الدنيا بعد كونه معروفًا بالعفو والصفح أو في الآخرة بزيادة الثواب ومعنى قوله: "وما تواضع أحدٌ لله إلَّا رفعه الله" أي رفع منزلته في قلوب الناس أو رفع درجته في الآخرة ولا تنافي بين الأمرين. فيمكن أن يحصل له العز والرفعة في كل من الدنيا والآخرة وحقيقة التواضع أن لا يعتقد نفسه أهلًا للرفعة.