٦٤٤٥ - (٠٠)(٠٠)(حدَّثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت المقدام بن شريح بن هانئ بهذا الإسناد) يعني عن أبيه عن عائشة غرضه بيان متابعة محمد بن جعفر لمعاذ بن معاذ (و) لكن (زاد) محمد بن جعفر (في الحديث) على معاذ بن معاذ في بيان سببه لفظه (ركبت عائشة) رضي الله عنها (بعيرًا فكانت فيه) أي في ذلك البعير (صعوبة) وهي عدم انقياده لراكبه يعني أنه غير مذلّل لعدم رياضته (فجعلت) عائشة (تُردِّده) أي تردِّد ذلك البعير وتحاوله للركوب وتركبه مدبرة ومقبلة عليه (فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك) يا عائشة أي الزمي (بالرفق) والتسهيل على البعير دون التشديد عليه (ثم ذكر) محمد بن جعفر (بمثله) أي بمثل حديث معاذ بن معاذ.
وأخرج هذا الحديث أبو داود من طريق شريك عن المقدام عن شريح سألت عائشة رضي الله عنها عن البداوة فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدو إلى هذه التلاع وإنه أراد البداوة مرة فأرسل إليَّ ناقة محرَّمة من إبل الصدقة فقال لي يا عائشة ارفقي فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه ولا نزع من شيء قط إلا شانه والبداوة الخروج إلى البادية والتلاع جمع تلعة وهي ما ارتفع من الأرض تعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج أحيانًا إلى بعض التلاع ليخلو بنفسه ويبعد عن الناس والناقة المحرَّمة هي التي لم تركب ولم تذلّل وأمر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة بالرفق بها لأن الناقة المحرّمة تكون صعبة أما استعمال إبل الصدقة فإما أنه صلى الله عليه وسلم أعطى ناقة من إبل الصدقة لعائشة لكونها تحل لها أو المراد بإبل الصدقة إبل الغنيمة وربما يطلق اسم الصدقة على مال الغنيمة أيضًا كما في قوله تعالى:{وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} الآية اهـ من التكملة.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب من الأحاديث (١١) أحد عشر الأول منها