٦٤٤٤ - (٢٥٧٦)(١٣٤)(حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبريُّ حدثنا أبي) معاذ بن معاذ (حدثنا شعبة) بن الحجاج (عن المقدام وهو ابن شريح بن هانئ) بن يزيد الحارثي الكوفي ثقة من (٦) روى عنه في (٤) أبواب (عن أبيه) شُريح بن هانئ بن يزيد المذحجيّ أبي المقدام اليمنى الكوفي من كبار أصحاب عليّ رضي الله عنه ثقة مخضرم من (٢) روى عنه في (٤) أبواب (عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال) وهذا السند من سُداسياته (إنَّ الرِّفْق) والتيسير والتسهيل (لا يكون في شيء) أي في أمر من الأمور دينًا أو دُنيا (إلَّا زَانه) أي إلا زيَّن ذلك الشيء وفي المصباح زان الشيء صاحبه زينًا من باب صار وأزانه إزانة مثله والزين نقص الشين (ولا يُنزع) الرفق (من شيء) أي لا يترك فيه (إلَّا شانه) أي إلّا عابه وكان له شينًا والمعنى أن الرفق في كل شيء سبب لزينته وترك الرفق في شيء سبب لعيب فيه قال القرطبي وقد يجيء الرفق بمعنى الإرفاق وهو إعطاء ما يرتفق به قال أبو زيد يقال رفقت به وأرفقته بمعنى نفعته وكلاهما صحيح في حق الله تعالى إذ هو الميسر والمسهل لأسباب الخير والمنافع كلها والمعطي لها فلا تيسير إلا بتيسيره ولا منفعة إلا بإعطائه وتقديره وقد يجيء الرفق أيضًا بمعنى التمهل في الأمر والتأني فيه يقال منه رفقت الدّابة أرفقها رفقًا إذا شددت عضدها بحبل لتبطئ في مشيها وعلى هذا فيكون الرفق في حق الله تعالى بمعنى الحلم لأنه لا يعجل بعقوبة العصاة بل يمهل ليتوب من سبقت له السعادة ويزداد إثمًا من سبقت له الشقاوة وهذا المعنى أليق بالحديث فإنه السبب الذي أُخرج له الحديث وذلك أن اليهود سلموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليك ففهمتهم عائشة رضي الله عنها فقالت بل عليكم السام واللعنة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٦/ ١١٢ و ١٢٥] وأبو داود [٢٤٧٨] ثم ذكر المؤلف المتابعة في هذا الحديث فقال: