وعمر وعلي وأبي ذر وعبد الله بن عباس وأبي بن كعب وسلمان وأبي سعيد الخُدرِيّ وعمرو بن العاص رضي الله عنهم وخلقٍ ويروي عنه خالد الحذَّاء وعاصم الأحول وسليمان التَّيميّ وثابت البناني وأبو التَّيَّاح وداود بن أبي هند والجريري وقتادة وأيوب السختياني وخلائق ثِقَة ثبت عابد من كبار الثَّانية مات سنة (٩٥) خمسٍ وتسعين وله أكثر من مائة وثلاثين سنة (١٣٠)، روى عنه المؤلف في الإيمان والصلاة في موضعين والجنائز والفضائل في خمسة مواضع والجهاد في موضعين وفي الرحمة والدعاء في أربعة مواضع والتوبة والأطعمة واللباس واللعان فجملة الأبواب التي روى المؤلف عنه فيها أحد عشر بابًا تقريبًا (قال) أبو عثمان النهدي (لما ادعي) قال النووي ضبطناه بضم الدال وكسر العين مبنيًّا للمفعول أي لما نسب (زياد) بن عبيد الثَّقَفيّ إلى أبي سفيان ووجدتها بخط العبدري مفتوحة ووجهه أن زيادًا لما وافق معاوية في استلحاقه بأبيه أبي سفيان وصدقه فيه كأنه هو ادعى أنَّه ابن أبي سفيان أي لما وافق زياد معاوية في استلحاقه وجواب لما قوله (لقيت أَبا بكرة) مع ما عطف عليه وذلك أن زيادًا المذكور هو المعروف بزياد بن أبي سفيان ويقال فيه زياد ابن أَبيه ويقال له أَيضًا زياد بن سمية وهو أخو أبي بكرة لأمه وكان يعرف أولًا بزياد بن أبي عبيد الثَّقَفيّ ثم ادعاه معاوية بن أبي سفيان وألحقه بأبيه أبي سفيان بن حرب وصار من جملة أصحابه بعد أن كان من أصحاب علي رضي الله عنهم أي قال أبو عثمان لمّا نسب زياد بن عبيد الثَّقَفيّ أخو أبي بكرة لأمه إلى أبي سفيان واستلحق به أنكرت ذلك في نفسي وحسبت أن أَبا بكرة رضي الله عنه راض بذلك الاستلحاق فذهبت إليه فلقيته (فقك له) أي لأبي بكرة (ما هذا) الاستلحاق (الذي صنعتم) بأخيك زياد بن عبيد الثَّقَفيّ فهذا منكر في الشرع فكيف ترضى ذلك لأخيك وتركته عليه.
وقال النووي: المعنى أي ما هذا الذي جرى لأخيك لأنه أخو أبي بكرة لأمه وقد أنكر النَّاس استلحاق معاوية له وكان أبو بكرة أحد من أنكر ذلك وحلف أن لا يكلم زيادًا أبدًا فلعل أَبا عثمان لم يبلغه إنكار أبي بكرة أو بلغه وعنى بقوله ما هذا الذي صنعتم بمعنى ما هذا الذي صنع أخوك (وأما أبو بكرة) فاسمه نُفَيع مصغرًا بن الحارث بن بمدة بفتحتين بن عمرو الثَّقَفيّ الصحابي الجليل عداده في البصريين سمي بأبي بكرة لأنه نزل عليها من حصن الطائف إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فكناه النَّبِيّ صلى الله عليه