الذي أمليه عليكم (ما حدَّثنا) به (أبو هريرة) رضي الله عنه (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر) همَّام (أحاديث منها) أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا (وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلتْ امرأة) قيل هي حميرية وقيل هي إسرائيلية (النَّار) وهذا السند من خماسياته وظاهره أنها عذّبت حقيقة أو بالحساب والمناقشة على الهرّة قيل وكانت كافرةً والأصحّ أنها مسلمة وإنما دخلت النار بهذا الإثم كذا في المناوي (من جرَّاء هرّة) مملوكة (لها) أي من أجل هرة كانت لها يُمدّ ويقصر يقال من جرّائك ومن جرَّاك ومن جريرتك ومن أجلك بمعنى اهـ نووي قال في القاموس من "جرَّاك" بفتح الجيم وتشديد الراء وتخفيفها ويُمدّ ويقصر ومن جريرتك بمعنى من أجلك اهـ (أو) قال أبو هريرة من جراء (هرٍّ) لها بحذف الهاء قال القرطبي وظاهر هذا أن الهرّ يملك لأنه صلى الله عليه وسلم أضاف الهرّ للمرأة باللام التي هي ظاهرة في الملك (ربطتها فلا هي) أي فليست هي (أطعمتها ولا هي أرسلتها) أي أطلقتها حالة كون الهرة (ترمرم) أي تأكل (من خشاش الأرض) وقوله (حتى ماتت) الهرّة (هزْلًا) أي جوعًا متعلق بربطتها وقوله "تُرَمْرِم" بضم التاء وفتح الراء وسكون الميم الأولى وكسر الراء الثانية هكذا في أكثر النسخ وفي بعضها "تُرمم" بضم التاء وكسر الميم الأولى وراء واحدة وفي بعضها "ترم" بفتح التاء وضم الراء وتشديد الميم قال صاحب الأفعال رممت الأمر أصلحته ورم العظم صار رميمًا ورم الحبل انقطع ورمت الشاة تناولت النبات بشفتيها قال القاضي ويقال رمرم بإظهار التضعيف في الراء من الرمرام وهو الحشيش أي أكلته واشتق لها فعلًا منه وكلها ترجع إلى الأول والله أعلم اهـ من الأبي.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٢/ ٢٦١] وابن ماجه في الزهد باب ذكر التوبة [٤٣١٠].
ثم استدل المؤلف على الجزء الثالث من الترجمة وهو تحريم الكبر بحديثي أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما فقال: