واعتقده على طاعته حتى كأنه لا حسنة له قال الأبي يعني برجحان معصيته أنه من إحباط الموازنة لا خلاف فيه وإنما الخلاف في إحباط عدم اعتبار الحسنات لاقتراف السيئات فالمعتزلة تثبته وأهل السنة ينفونه اهـ من الأبي.
ثم استدل المؤلف على الجزء الخامس من الترجمة وهو فضل الضعفاء والخاملين بحديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
٦٥٢٤ - (٠٠)(٠٠)(حدثني سويد بن سعيد) بن سهل الهرويّ الأصل ثم الحدثاني (حدثني حفص بن ميسرة) العقيلي مصغرًا أبو عمر الصنعاني ثقة من (٨) روى عنه في (١٠) أبواب (عن العلاء بن عبد الرحمن) بن يعقوب الجهني المدني صدوق من (٥)(عن أبيه) عبد الرحمن بن يعقوب الجهني المدني ثقة من (٣)(عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رُبَّ) رجل (أشعث) أي متلبد الشعر مغبره غير مدهون ولا مرجَّل (مدفوع بالأبواب) أي مطرود عنهم على الأبواب ممنوع من الدخول عليهم احتقارًا له يعني لا قدر له عند الناس (لو أقسم على الله) أي لو حلف بالله على وقوع شيء سواء كان جلب منفع أو دفع مضرة (لأبرّه) الله تعالى أي لجعله بارًا في قسمه وافيًا أي لأوقع الله تعالى ذلك الشيء الذي حلف عليه إكرامًا له بإجابة سؤاله وصيانته من الحنث في يمينه وذلك لعظم منزلته عند الله تعالى وإن كان حقيرًا عند الناس وقيل معنى القسم هنا الدعاء وإبراره إجابته اهـ نووي بتصرف والمعنى على هذا القيل من لو دعا الله لأجابه. قوله "رُبَّ أشعث مدفوع بالأبواب" مبتدأ وصفة وجملة لو الشرطية خبره والأشعث المتلبد الشعر غير المدهن والمدفوع بالأبواب أي عن الأبواب فلا يترك بقربها احتقارًا له ويصح أن يكون معناه يدفع بسد الأبواب في وجهه ربما أراد دخول باب من الأبواب أو قضاء حاجة من الحوائج وقوله "لو أقسم على الله لأبرَّه" أي لو وقع منه قسم على الله في شيء لأجابه الله تعالى فيما سأله إكرامًا له ولطفًا به وهذا كما تقدم من قول أنس بن النضر لا والله لا تكسر ثنية الربيع أبدًا فأبر الله قسمه بأن جعل في قلوب الطالبين للقصاص الرضا بالدية بعد أن أبوا قبولها ولقد