وسيأتي قريبًا في حديث جابر أن الجار المشرك له حق الجوار والله سبحانه أعلم.
وقوله "يوصيني بالجار" أي بالإحسان إليه وحسن العشرة معه واسم الجار يشمل المسلم والكافر والعابد والفاسق والصديق والعدو والغريب والبلديّ والمقيم والمواطن والنافع والضارّ والقريب والأجنبي والأقرب دارًا والأبعد وله مراتب بعضها أعلى من بعض وقد أخرج الطبراني عن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الجيران ثلاثة جار له حق واحد وهو المشرك له حق الجوار وجار له حقان وهو المسلم له حق الجوار وحق الإسلام وجار له ثلاثة حقوق مسلم له رحم له حق الجوار والإسلام والرحم اهـ من فتح الباري [١٠/ ٤٤٢].
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٦/ ٢٣٨] والبخاري في الأدب باب الوصية بالجار [٦٠١٤] وأبو داود في الأدب باب في حق الجار [١٥١٥] والترمذي في البر والصلة باب ما جاء في حق الجوار وابن ماجه في الآداب باب حق الجوار [٣٧١٧].
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث عائشة رضي الله عنها فقال:
٦٥٢٨ - (٠٠)(٠٠)(حدّثني عمرو) بن محمد بن بكير (الناقد) البغدادي (حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم) سلمة بن دينار المخزوميُّ المدني الفقيه صدوق من (٨) روى عنه في (٦) أبواب (حدّثني هشام بن عروة) ثقة من (٥)(عن أبيه) عروة بن الزبير (عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم) وهذا السند من خماسياته غرضه بيان متابعة عروة لعمرة وساق عروة (بمثله) أي بمثل حديث الرَّاوي السابق الذي هو عمرة بنت عبد الرحمن ولو قال: "بمثلها" لكان أوفق وأقعد ولعل ما هنا تحريف من النساخ والصواب ما قلنا.
قال الأبي الجار من كان بينك وبينه اتصال في المسكن ويدخل فيه الجار في الحائط والحانوت وسواءٌ كان بملك أو كراء ولا يدخل الذميَّ لأن قوله يورّثه يخرجه وقدر الاتصال في المسكن حدّه بعضهم بأربعين دارًا اهـ قال القرطبي قد تقدّم أن الجار