أشخاص النوع الواحد تتآلف وبعضها تتنافر وذلك بحسب أمور تتشاكل فيها وأمور تتباعد فيها كالأرواح المجبولة على الخير والرحمة والشفقة والعدل فتجد من جبل على الرحمة يميل بطبعه لكل من كان فيه ذلك المعنى ويألفه ويسكن إليه وينفر ممن اتصف بنقيضه وهكذا في الجفاء والقسوة ولذلك قد شاع في كلام الناس قولهم المناسبة تؤلف بين الأشخاص والشكل يألف شكله والمثل يجذب مثله وهذا المعنى هو أحد ما حمل عليه قوله صلى الله عليه وسلم فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف وعلى هذا فيكون معنى تعارف تناسب وقيل إن معنى ذلك هو ما تعرّف الله به إليها من صفاته ودلّها عليه من لطفه وأفعاله فكل روح عرف من الآخر أنه تعرّف إلى الله بمثل ما تعرّف هو به إليه وقال الخطابي هو ما خلقها الله تعالى من السعادة والشقاوة في المبدأ الأول "قلت وهذان القولان" راجعان إلى القول الأول فتدبرّهما.
ويستفاد من هذا الحديث أن الإنسان إذا وجد من نفسه نفرة ممن له فضيلة أو صلاح فتش عن الموجب لتلك النفرة وبحث عنه بنور العلم فإنه ينكشف له فيتعين عليه أن يسعى في إزالة ذلك أو في تضعيفه بالرياضة السياسية والمشاهدة الشرعية حتى يتخلص من ذلك الوصف المذموم فيميل لأهل العلوم والفضائل وكذلك القول فيما إذا وجد ميلًا لمن فيه شر أو وصف مذموم اهـ من المفهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٢٩٥] والبخاري في رواية هذا اللفظ من حديث عائشة في كتاب الأنبياء [٣٣٣٦] وأبو داود في الأدب باب من يؤمر أن يجالس [٤٨٣٤].
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
٦٥٥٠ - (٠٠)(٠٠)(حدثني زهير بن حرب حدثنا كثير بن هشام) الكلابي أبو سهل الرقي نزيل بغداد ثقة من (٧) روى عنه في (٤) أبواب (حدثنا جعفر بن برقان) بضم الموحدة وكسرها مع سكون الراء بعدها قاف الكلابي الجزري الرّقي صدوق من (٧) روى عنه في (٧) أبواب (حدثنا يزيد بن الأصمّ) عمرو بن عبيد بن معاوية البكائي الكوفي نزيل الرقة ثقة من (٣) روى عنه في (٧) أبواب (عن أبي هريرة) رضي الله عنه