للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ. ثُمَّ يَكُونُ في ذَلِكَ مُضغَةً مِثلَ ذَلِكَ. ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ. ويُؤمَرُ بِأَرْبَعٍ كَلِمَاتٍ: بِكَتبِ رِزقِهِ، وَأَجَلِهِ،

ــ

أصل خلقه (في ذلك) الرحم (علقة) أي دمًا غليظًا يعلق بالشيء (مثل ذلك) أي في مثل ذلك الزمن المذكور من الأربعين الأولى أي يكون علقة في الأربعين الثانية فذلك الأول إشارة إلى المحل الذي اجتمعت النطفة وصارت علقة وذلك الثاني إشارة إلى الزمان الذي هو الأربعون وكذلك القول فيما بعده اهـ مفهم (ثم يكون) أصل خلقه (في ذلك) الرحم (مضغة) أي قدر لحم يمضغ عند الأكل في (مثل ذلك) الزمن المذكور أولًا من الأربعين وهو الأربعون الثالثة (ثم) بعد ما كان مضغة في الأربعين الثالثة (يرسل الملك) الموكَّل بالرّحم (فينفخ فيه) أي في أصل خلقه الذي كان الآن مضغة (الروح) أي ينفخ فيه الروح بعد تمام ثلاث أربعينات له وهو قدر أربعة أشهر والحاصل أن الذي يجمع هو النطفة والنطفة المنيّ فهذا لاقى مني الرجل منيّ المرأة بالجماع وأراد الله تعالى أن يخلق من ذلك جنينًا هيأ أسباب ذلك لأن في رحم المرأة قوتين قوة انبساط عند منيّ الرجل حتى ينتشر في جسدها وقوّة انقباض بحيث لا يسيل من فرجها مع كونه منكوسًا ومع كون المني ثقيلًا بطبعه وفي منيّ الرجل قوة الفعل وفي منيّ المرأة قوة الانفعال "ثم يكون علقة" أي دمًا غليظًا جامدًا تحول من النطفة البيضاء إلى العلقة الحمراء وسمي بذلك للرطوبة التي فيه وتعلّقه بما مرّ به "مثل ذلك" الزمان وهو الأربعون "ثم يكون" أي يصير "مضغة" بضم الميم وسكون المعجمة قطعة لحم قدر ما يمضغ "مثل ذلك" الزمان وهو الأربعون الثالثة "ثم" في الطور الرابع حيث يتكامل بنيانه وتتشكل أعضاؤه "يرسل الملك" وفي حديث علي عند ابن أبي حاتم إذا تمت النطفة أربعة أشهر بعث الله إليها ملكًا فينفخ فيها الروح يعني الملك الموكل بالرحم كما قال في حديث أنس رضي الله عنه "إن الله قد وكل بالرحم ملكًا" رواه مسلم [٢٦٤٦] وظاهر هذا السياق أن الملك عند مجيئه ينفخ الروح في المضغة وليس الأمر كذلك بل إنما ينفخ فيها بعد أن تتشكل تلك المضغة بتشكل ابن آدم وتتصور بصورته كما قدرناه آنفًا (ويؤمر) الملك (بـ) كتابة (أربع كلمات) أي بكتابة أربعة أشياء من أحوال الجنين والجار والمجرور في قوله (بكتب رزقه) بدل من الجار والمجرور قبله بدل تفصيل من مجمل أي يؤمر بكتابة رزقه أي غذائه حلالًا أو حرامًا قليلًا أو كثيرًا وكل ما سقاه الله تعالى إليه فيتناول العلم ونحوه (و) بكتابة (أجله)

<<  <  ج: ص:  >  >>