ما سبقت به مشيئته من ذلك فأمرنا بالعمل فلا بد لنا من امتثال أمره اهـ.
(فقال) النبي صلى الله عليه وسلم (من كان من أهل السعادة فسيصير) ويرجع (إلى عمل أهل السعادة ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة فقال) النبي صلى الله عليه وسلم (اعملوا) بما أمرتم به (فكل) منكم (ميسَّر) أي مهيأ ومسخر لفعل سبب ما يكون له من جنة أو نار وقد بين ذلك بقوله (أمَّا أهل السعادة فييسرون) أي يسخرون العمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسَّرون لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ) رسول الله صلى الله عليه وسلم استدلالًا على قوله تعالى ({فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى}) الفضل من ماله ({وَاتَّقَى}) ربه باجتناب محارمه ({وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى}) أي الكلمة الحسنى وهو كلمة التوحيد ({فَسَنُيَسِّرُهُ}) أي نعيده ونهيئه ({لِلْيُسْرَى}) أي للحالة من العمل الصالح والخير الرَّاجح وقيل للجنة ({وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ}) بماله {وَاسْتَغْنَى} أي مسألة عن طلب الخير ({وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى}) أي بالجنة ({فَسَنُيَسِّرُهُ}) أي نهيئه ({لِلْعُسْرَى}) للحالة العسرى وهي النَّار (الليل: ٥ - ١٠).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [١/ ٨٢] والبخاري في مواضع منها في تفسير سورة الليل [٤٩٤٥ و ٤٩٤٦ و ٤٩٤٧ و ٤٩٤٨] وأبو داود في السنة باب في القدر [٤٦٩٤] والترمذي في القدر باب ما جاء في الشَّقاء والمعادة [١٢٣٧] وفي تفسير سورة الليل [٣٣٤١]، وابن ماجه في المقدمة باب القدر [٦٦].
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث على رضي الله عنه فقال:
٦٥٧٣ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهنَّاد بن السري) بن مصعب التميمي أبو السري الكوفي ثقة من (١٠) روى عنه في (٧) أبواب كلاهما (قالا