(وفي يده) الشريفة (عود) أي قضيب ومخصرة كما في الرواية السابقة سميت مخصرة لأنها تحمل تحت الخمس (ينكت به) أي يخط به الأرض خطًا يسيرًا (فنكس) أي خفض رأسه (فرفع رأسه فقال ما منكم) أيها الناس (من نفس) منفوسة (إلا وقد علم) عند الله (منزلها) ومقرها (من الجنة) إن كان من أهل الجنة (والنار) إن كان من أهل النار فالواو بمعنى أو التنويعية أو على بابها (قالوا) أي قال الحاضرون (يا رسول الله فلم نعمل) العمل الصالح والقائلون هم على كما في رواية البخاري وسراقة كما في رواية مسلم وعمر بن الخطاب كما في رواية الترمذي وأبو بكر الصديق كما عند أحمد والبزار والطبري أو رجل من الأنصار وجمع بين هذه الروايات بتعدد السائلين (أفلا نتكل) ونعتمد على ما كتب لنا ونترك العمل والهمزة في قوله "أفلا" داخلة على محذوف تقديره أي إذا كان الأمر كذلك فلا نعمل شيئًا بل نعتمد على ما كتب لنا وقدر أزلًا (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا) تتركوا العمل ولا تتكلوا على ذلك (اعملوا) ما أمرتم به ولا تتكلوا على ذلك (فكل) منكم (ميسَّر) أي موفق (لما خلق له) أي لعمل سبب ما خلق لأجله من عمل أهل الجنة إن كان من أهلها أو من عمل أهل النار إن كان من أهلها.
قال السندي مرادهم أن العمل لا يرد القضاء والقدر السابق فلا فائدة فيه فنبه على الجواب عنه بأن الله تعالى دبر الأشياء على ما أراد وربط بعضها ببعض وجعلها أسبابًا ومسببات ومن قدره من أهل الجنة قدر له ما يقربه إليها من الأعمال ووفقه لذلك بإقداره عليه ويمكنه منه ويحرضه عليه بالترغيب والترهيب ومن قدر أنه من أهل النار قدّر له خلاف ذلك وخذله حتى اتبع هواه وترك أمر مولاه والحاصل أنه جعل الأعمال طريقًا إلى نيل ما قدره له من جنة أو نار فلا بد من المشي في الطريق وبواسطة التقدير السابق يشير ذلك المشي لكل في طريقه ويسهل عليه (ثم قرأ) رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية استشهادًا على أن التيسير منه تعالى يعني قوله تعالى ({فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى}) وعمل بالمأمورات ({وَاتَّقَى}) المعصية واجتنب المنهيات ({وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى}) أي بالكلمة الحسنى وهي كلمة التوحيد ({إلى قوله}) أي قرأ إلى قوله تعالى: ({فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (١٠)}) أي سنهيئه