عملي عملًا كتبه الله (تعالى (علي أن أعمله) والجملة بدل من مفعول كتبه أي كتب الله على عملي إياه (قبل أن يخلقني بأربعين سنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحجَّ آدم موسى) أي غلبه بالحجة وأسكته لأن موسى قد علم من التوراة بأن الله تاب عليه واجتباه وأسقط عنه اللوم والعتب فلوم موسى وعتبه له مع علمه بأن الله قدَّر المعصية وقضى بالتوبة وبإسقاط اللّوم والمعاتبة حتى صارت تلك المعصية كان لم تكن خبر وقع في غير محله وعلى غير مستحقه وكان هذا من موسى نسبة جفاء في حالة صفاء كما قال بعض أرباب الإشارات ذكر الجفاء في حال الصفاء جفاء وهذا الوجه أشبه ما ذكروه في علة غلبة آدم موسى في المحاجّة اهـ من المفهم.
ثم ذكر المؤلف المتابعة ثالثًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
٦٥٨٦ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا زهير بن حرب و) محمَّد (بن حاتم قالا حدثنا يعقوب بن إبراهيم) بن سعد الزهريّ المدني ثقة من (٩)(حدَّثنا أبي) إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ثقة من (٨)(عن ابن شهاب عن حُميد بن عبد الرحمن) بن عوف الزهريّ المدني (عن أبو هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة حميد بن عبد الرحمن لطاوس بن كيسان وللأعرج (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجَّ آدم وموسى) أي تحاجّا وتناظرا برفع موسى عطفًا على آدم قال النووي هكذا الرواية في جميع كتب الحديث باتفاق الناقلين والرواة والشرّاح وأهل الغريب "فحجَّ آدم وموسى" برفع آدم وهو فاعل وعطف موسى عليه أي تحاجّا وتناظرا (فقال له) أي لآدم (موسى أنت) بتقدير همزة الاستفهام أي هل أنت (آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة فقال له آدم) أ (أنت) أي هل أنت (موسى