(قال) موسى لآدم (أنت آدم الذي خلقك الله) وأنشأك واخترعك (بيده) المقدسة (ونفخ فيك) أي في جسمك روحًا (من) جنس (روحه) والإضافة فيه للتشريف أو من زائدة (وأسجد لك ملائكته) أي أمرهم بالسجود لك (وأسكنك) أي أدخلك (في جنته ثم أهبطت الناس) أي أهبطت نفسك وذريتك التي في ظهرك (بـ) ـسبب (خطيئتك) ومخالفتك نهى ربك عن أكل الشجرة أي أهبطت نفسك وإياهم بسببها من الجنة (إلى الأرض فقال آدم) لموسى في جواب سؤاله (أنت موسى الذي اصطفاك) واختارك (الله) سبحانه من عالمي زمانه (برسالته وبـ) سماع (كلامه) المقدّس (وأعطاك الألواح) التي (فيها تبيان) أي بيان (كلّ شيء) تحتاج إليه أمتك من الأحكام التي بعثت بها يعني الألواح التي قال الله تعالى فيها: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيءٍ}[الأعراف: ١٤٥]. وهي جمع لوح بفتح اللام وسُمي بمصدر لاح الشيء يلوح لوحًا من باب قال إذا ظهر وسُمي بذلك لظهور ما يكتب فيه فأما اللوح بضم اللام فهو ما بين السماء والأرض قال مجاهد كانت الألواح سبعة من زمردة خضراء وقال ابن جبير من ياقوتة حمراء ومعنى كتبنا خلقنا فيها قومًا وخطوطًا مكتوبة مثل الذي يكتب بالأقلام أو أمرنا من يكتب وقوله "فيها تبيان كل شيء" أي كل شيء قصد إلى تبيينه أو من كل نوع شيئًا أو من كل أصل فرعًا اهـ من المفهم قلت والظاهر أنه كتبنا فيها كل شيء يحتاج إليه من أحكام شريعته (وقرَّبك) إليه قربًا يليق بجنابه حالة كونك (نجيًا) أي مناجيًا معه من المناجاة وهي المُسارَّة بالكلام والمعنى اختارك للقرب والمناجاة (فبكم) مدة (وجدت الله) سبحانه أي علمته كتب التوارة قبل أن أُخلق قال موسى) وجدته كتب (بأربعين عامًا) قبل خلقك (قال آدم) لموسى (فهل وجدت فيها) أي في التوراة لفظة {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}[طه: ١٢١] , (قال) موسى (نعم) وجدته فيها (قال) آدم (أفتلومني) وتعاتبني (على أن عملت عملًا) أي على