عبد الرحمن بن يعقوب الجهني (عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته غرضه بيان متابعة عبد الرحمن بن يعقوب لمن روى عن أبي هريرة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل إنسان تلده أُمه على الفطرة) أي على الملّة الإِسلامية (وأبواه بعد) أي بعد ما خلق على الفطرة (يهوِّدانه) إن كانا يهوديين أ (وينصرانه) بعد إن كانا نصرانيين أ (ويمجسانه) بعد إن كان مجوسيين (فإن كانا) أي كان أبواه (مسلمين فـ) ـهو أي فالولد (مسلمٌ) تبعًا لهما (كُل إنسان) مبتدأ وجملة قوله (تلده أُمه) صفة لإنسان وجملة قوله (يلكزه الشيطان في حضنيه) أي يطعنه في جنبيه خبر المبتدأ (إلا مريم وابنها) عيسى عليهما السلام يقال لكزه يلكزه لكزًا من باب قتل إذا ضربه بجمع كله في صدره وربما أطلق على الضرب في أي مكان من البدن ويقال له أيضًا اللقز كما في لسان العرب وتاج العروس وقوله "حضنيه" بكسر الحاء وسكون الضاد المعجمة تثنية حضن وهو الجنب أو الخاصرة وفي المصباح الحضن ما دون الإبط اهـ كذا وقع لجميعهم غير ابن ماهان فإنه رواه بلفظ "خصيتيه" تثنية خصية وهما الأنثيان وذكر القاضي أنه وهم وتصحيف بدليل قوله إلا مريم وابنها لأنها ليس لها خصيتان قال الطبري واللكز المذكور هو من الأمراض الحسية فلا يمتنع عروضه لغيرهما وظاهر تكرمه مقام النبي صلى الله عليه وسلم خروجه وإلحاقه بعيسى في ذلك أهـ من الأبي.
ثم استدل المؤلف على الجزء الثاني من الترجمة وهو بيان ما جاء في أولاد المشركين بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه فقال:
٦٦٠٣ - (٢٦٣٥)(٢٠٢)(حدثنا أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب أخبرني) محمَّد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث (بن أبي ذئب) هشام بن شعية القرشي العامري أبو الحارث المدني ثقة من (٧) روى عنه في (٨) أبواب (ويونس) بن يزيد الأموي الأيلى ثقة من (٧)(عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد) الليثي أبي يزيد المدني نزيل الشام ثقة من