فيها) أي في البهيمة (جدعاء) أي مقطوعة الأعضاء حالة ولادتها (حتى تكونوا أنتم تجدعونها) أي تقطعون أعضاءها (قالوا يا رسول الله أفرأيت من يموت صغيرًا) لم يبلغ الحلم أيدخل الجنة أي أخبرنا عن حاله (قال) صلى الله عليه وسلم (الله أعلم بما كانوا عاملين) لو عاشوا.
قوله "أفرأيت يا رسول الله" أي أخبرنا فهو من إطلاق السبب على المسبب لأن مشاهدة الأشياء طريق إلى الإخبار عنها والهمزة فيه مقررة أي قد رأيت ذلك فأخبرنا وقوله "الله أعلم بما كانوا عاملين" قال البيضاوي فيه إشارة إلى أن الثواب والعقاب لا لأجل الأعمال وإلا لزم أن يكون ذراري المسلمين والكافرين لا من أهل الجنة ولا من أهل النار بل الموجب بهما اللطف الرباني والخذلان الإلهي المقدر لهما في الأزل فالأولى فيهما التوقف وعدم الجزم بشيء فإن أعمالهم موكولة إلى علم الله فيما يعود إلى أمر الآخرة من الثواب والعقاب قال النووي أجمع من يعتبر به من علماء المسلمين أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة لأنه ليس مكلفًا وتوقف فيهم بعض من لا يعتد به لحديث عائشة في مسلم أنه صلى الله عليه وسلم دُعي لجنازة صبي من الأنصار فقلت طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنَّة لم يعمل السوء ولم يدركه فقال أو غير ذلك يا عائشة إن الله خلق للجنة أهلًا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم وخلق للنار أهلًا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم وأجابوا عن هذا بأنه لعله صلى الله عليه وسلم نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير أن يكون عندها دليل قاطع أو أنه صلى الله عليه وسلم قال هذا قبل أن يعلم بأن أطفال المسلمين في الجنة وأما أطفال المشركين ففيهم مذاهب فالأكثرون على أنهم في النار وتوقفت طائفة والثالث وهو الصحيح أنهم من أهل الجنة اهـ قاله القسطلاني في الإرشاد.
ثم ذكر المؤلف المتابعة سادسًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
٦٦٠٢ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز) بن محمَّد بن عبيد (يعني الدراورديَّ) الجهني المدني (عن العلاء) بن عبد الرحمن الجهني المدني (عن أبيه)