وَفِي رِوَايَةِ أبي بَكرٍ، عَنْ أَبِي مُعَاويةَ:"لَيسَ من مَوْلُودٍ يُولَدُ إلا عَلَى هَذهِ الفِطْرَةِ، حَتَّى يُعَبِّرَ عَنْهُ لِسَانُهُ".
٦٦٠١ - (٠٠)(٠٠) حدثنا محمد بْنُ رَافِعٍ. حَدَّثَنَا عَبدُ الرَّزاقِ. حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ بْنِ مُنَبهٍ. قَال: هذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيرَةَ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ. فَذكَرَ أَحَادِيثَ مِنهَا: وَقَال رَسُولُ الله صلى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "مَن يُولَدُ يُولَدُ عَلَى هَذِهِ الْفِطرَةِ. فَأبوَاهُ يُهَودَانِهِ وَيُنَصرَانِهِ. كَمَا تَنتِجُونَ الإبِلَ. فَهَل تَجِدُونَ
ــ
الإِسلامية أي يولد على الاستعداد لقبول الملة الإِسلامية بدل قول جرير "إلا يلد على الفطرة" (وفي رواية أبي بكر عن أبي معاوية) لفظة (إلَّا على هذه الملّة) أي ما من مولود يولد إلا على هذه الملة الإِسلامية (حتى يبيّن) ويظهر (عنه) أي عن حاله (لسانه) بنطقه كلمة الكفر (وفي رواية أبي غريب عن أبي معاوية ليس من مولود يولد إلا على هذه الفطرة حتى يعبِّر) ويفسِّر (عنه) أي عن ما في ضميره (لسانه) فيحكم عليه بما أظهر عنه لسانه.
ثم ذكر المؤلف المتابعة خامسًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
٦٦٠١ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا محمَّد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال) همام (هذا) الحديث الذي أمليه عليكم من صحيفتي (ما حدثنا) به (أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر) أبو هريرة (أحاديث) كثيرة (منها) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا (وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يولد) منكم. (يولد على هذه الفطرة) الإِسلامية وهذا السند من خماسياته غرضه بسوقه بيان متابعة همّام بن منبه لمن روى هذا الحديث عن أبي هريرة من سعيد بن المسيب وأبي سلمة وأبي صالح (فأبواه يهودانه) أي يصيّرانه يهوديًّا إن كانا من اليهود (وينصرانه) أي يصيرانه نصرانيًّا إن كانا من النصارى والفاء في قوله "فأبواه" للتعقيب أو للسبب أي إذا تقرر ذلك فمن تغير كان بسبب أبويه وقوله (كما تنتجون الإبل) حال من الضمير المنصوب في يهودانه مثلًا أي يهودان المولود أو ينصًرانه بعد أن خلق على الفطرة حالة كونه كالإبل أي كالبهيمة التي تنتجونها سليمة ثم تجدعون آذانها وأعضاءها (فهل تجدون