الأموي المكي من مسلمة الفتح (وبأخي معاوية) بن أبي سفيان (فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إنَّك سألت الله) سبحانه وتعالى (لـ) ـزيادة (آجال) وأعمال (مضروبة) أي مقدرة بما لا يزيد ولا ينقص (و) لزيادة (آثار موطوءة) جمع أثر وهو موضع وطئ القدم يقال فلان مشى على آثار موطوءة أي مشى الناس عليها قبله أي لم يأت بشيء جديد وإنما سلك مسلك من سبقه والحاصل أنك إذا دعوت لزيادة في العمر لم يحدث بذلك شيء جديد فيما قضاه الله تعالى في قضائه المبرم وحاصله أن القضاء المبرم الَّذي هو عبارة عن علم الله تعالى بما سيكون لا يزاد فيه شيء ولا ينقص أما التقدير المعلق الَّذي هو عبارة عن الكتابة في اللَّوح المحفوظ أو توكيل الملك بأمر من الأمور فقد يتغير بالدعاء أو باختيار بعض الأسباب (و) لزيادة (أرزاق مقسومة) بما لا يزيد ولا ينقص إلا يعجّل) الله سبحانه ولا يقدَّم (شيئًا منها) أي من الآجال والآثار والأرزاق (قبل حلّه) أي قبل حلول وقته وحينه (ولا يؤخر منها شيئًا بعد حلّه) أي بعد حلول أجله ووقته (ولو سألت الله أن يعافيك) ويسلمك (من عذاب في النار و) من (عداب في القبر لكان) دعاء ذلك (خيرًا لك) وأفضل من دعاء أمور لا تتغير بزيادة ولا نقص.
قال النووي فإن قيل ما الحكمة في نهيها عن الدعاء بالزيادة في الأجل لأنه مفروغ منه وندبها إلى الدعاء بالاستعاذة من العذاب مع أنَّه مفروغ منه أيضًا كالأجل فالجواب أن الجميع مفروغ منه لكن الدعاء بالنجاة من عذاب النار ومن عذاب القبر ونحوهما عبادة وقد أمر الشارع بالعبادات وأما الدعاء بطول الأجل فليس عبادة وفيه نظر لأن الدعاء عبادة في كل حال سواء كان للأغراض الدنيوية أو لغيرها فالأحسن أن يقال الوقاية من عذاب النار مقصود بنفسه بخلاف طول الأجل أو يقال إن الدعاء للأغراض الأخروية أفضل لأن فيه أجر باعتبار فعل الدعاء وباعتبار المدعو به جميعًا بخلاف الدعاء للأعراض الدنيوية فإنه موجب للأجرًا باعتبار فعل الدعاء فقط لا باعتبار المدعوّ به ثم إنه صلَّى الله عليه وسلم لم ينهها عن الدعاء لطول الأجل وإنما ذكر أن الدعاء للوقاية من العذاب خير وأفضل اهـ منه.