ائتلفت عليه قلوبكم فإن القراءة باللسان والتدبّر بالقلب فأمر باستدامة القراءة مدة دوام تدبر القلب فإذا وقع الخلاف في تلك الحال انصرف اللسان عن القراءة والقلب عن التدبر وعلى هذا فمن أراد أن يتلو القرآن فلا يبحث عن معانيه في حال قراءته مع غيره ويفرد لذلك وقتًا غير وقت القراءة والله أعلم.
والحاصل أن الباحثين في فهم معاني القرآن يجب عليهم أن يقصدوا ببحثهم التعاون على فهمه واستخراج أحكامه قاصدين بذلك وجه الله تعالى ملازمين الأدب والوقار فإن اتفقت أفهامهم فقد كملت نعمة الله تعالى عليهم وإن اختلفت وظهر لأحدهم خلاف ما ظهر للآخر وكان ذلك من مثارات الظنون ومواضع الاجتهاد فحق كل واحد أن يصير إلى ما ظهر له ولا يُثرّب على الآخر ولا يلومه ولا يجادله وهذه حالة الأقوياء والمجتهدين وأما من لم يكن كذلك فحقه الرُّجوع إلى قول الأعلم فإنه عن الغلط أبعد وأسلم وأمَّا إن كان ذلك من المسائل العلمية فالصائر إلى خلاف القطع فيها محروم وخلافه فيها محرَّم مذموم ثم حكمه على التحقيق إما التكفير وإما التفسيق اهـ من المفهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٤/ ٣١٢] والبخاري في فضائل القرآن باب اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم [٥٠٦٠ و ٥٠٦١] وفي الاعتصام باب كراهية الاختلاف [٧٣٦٤ و ٧٣٦٥].
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث جندب رضي الله عنه فقال:
٦٦١٩ - (٠٠)(٠٠)(حَدَّثَنَا إسحاق بن منصور) بن بهرام الكوسج التميمي المروزي ثقة من (١١) روى عنه في (١٧) بابا (أخبرنا عبد الصمد) بن عبد الوارث بن سعيد العنبري البصري صدوق من (٩) روى عنه في (١٦) بابا (حَدَّثَنَا همام) بن يحيى بن دينار الأزدي البصري ثقة من (٧) روى عنه في (١٢) بابا (حَدَّثَنَا أبو عمران الجوني) عبد الملك بن حبيب الأزدي البصري ثقة من (٤) روى عنه في (١٣) بابا (عن جندب يعني ابن عبد الله) البجلى الكوفي رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته غرضه بيان متابعة همام بن يحيى لأبي قدامة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقرووا القرآن ما