كُلُّهُم عَنِ الأَعمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عَلَيهِ وَسلمَ: "اثْنَتَانِ في النَّاسِ هُمَا بِهِمْ كُفْر: الطعْنُ في النسَبِ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ"
ــ
عروة وعبيد الله بن عمر وإسماعيل بن أبي خالد وغيرهم ويروي عنه (ع) ومحمَّد بن عبد الله بن نمير عن أَبيه وعنه مقرونًا وابن أبي شيبة وإسحاق وأَحمد ويحيى بن معين وجماعة وقال في التقريب: ثِقَة حافظ من الحادية عشرة مات سنة (٢٠٤) أربع ومائتين وقال النَّسائيّ: ثِقَة، ووثقه أَحْمد وابن معين روى عنه المؤلف في باب الإيمان وفي باب المرء مع من أحب وفي الجنائز في موضعين (كلهم) أي كل من أبي معاوية وعبد الله بن نمير ومحمَّد بن عبيد (عن) سليمان بن مهران الكاهلي مولاهم المعروف بـ (الأعمش) أبي محمَّد الكُوفيّ، قال النَّسائيّ: ثِقَة ثبت وعدَّه في المدلسين، من الخامسة مات سنة (١٤٨) ثمان وأربعين ومائة روى عنه المؤلف في ثلاثهّ عشر بابًا تقريبًا (عن أبي صالح) ذكوان السمان المدنِيُّ مولى جويرية بنت الحارث القيسية ثِقَة ثبت من الثالثة مات سنة (١٠١) إحدى ومائة وقال العجلي تابعي مدني موثوق به وفي الخلاصة مات ليالي الحرة سنة ثلاث ومائة (١٠٣) مقتولًا (عن أبي هريرة) عبد الرَّحْمَن بن صخر الدوسي المدنِيُّ مات سنة (٥٩) تسع وخمسين وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم كوفيون واثنان مدنيان (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتان) مبتدأ أول وسوغ الابتداء بالنكرة وصفه بقوله (في النَّاس) أي خصلتان موجودتان في النَّاس (هما) مبتدأ ثان (بهم) متعلق بقوله (كفر) وهو خبر عن المبتدأ الثاني وصح الإخبار به عن المثنَّى مع كونه مفردًا لأنه مصدر يصلح للمفرد والمثنَّى والجمع بلفظه أي خصلتان موجودتان في النَّاس هما كفر قائم بهم كفرًا شرعيًّا يخرج من الملة إن استحلوها وإلا فهما من أعمال أهل الكفر وجاهلية واقعة منهم فهم عصاة بهما فلا يخرجان من الملة، أحدهما:(الطعن) والتعيير (في النسب) أي في نسب النَّاس وإن يقال فلان ليس ابن فلان لأنه لا يشبهه (و) ثانيهما: (النياحة) أي رفع الصوت بالبكاء (على الميت) أي على من مات والتقييد بالنساء فيما ورد من الأحاديث جرى مجرى الغالب لأن النوح على الميت من عادتهن وإلا فالرجل كذلك.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أعني حديث أبي هريرة أَحْمد (٢/ ٤٩٦)