فقط، وقال الأبي: قوله (هما بهم كفر) أي فيهم فالباء بمعنى في اهـ، وقال القرطبي: أي هما من خصال أهل الكفر والجاهليةكما قال صلى الله عليه وسلم "أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن الطعن في الأحساب والفخر بالإنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة" رواه التِّرْمِذِيّ (١٠٠١) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وقال النواوي: في معنى هذا الحديث أقوال: أصحها أن معناه هما من أعمال الكفار وأخلاق الجاهلية، والثاني أنَّه يؤدي إلى الكفر، والثالث أنَّه كفر النعمة والإحسان, والرابع أن ذلك في المُسْتَحِل، وفي هذا الحديث تغليظُ تحريم الطعن في النسب والنياحة وقد جاء في كل واحد منهما نصوص معروفة والله أعلم اهـ.
وقال القاضي: قوله (هما بهم كفر) أي من أعمال أهل الكفر وعادتهم وأخلاق الجاهلية وهما خصلتان مذمومتان محرمتان في الشرع وقد كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يأخذ على النساء في بيعتهن أن لا ينحن وقال صلى الله عليه وسلم: "ليس منّا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية" رواه البُخَارِيّ وغيره وكذلك نهى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عن السخرية واللمز والنبز والغيبة والقذف وكل هذا من أعمال الجاهلية وقد قال الله سبحانه وتعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} فعرف نعمته بالإنساب للتعارف والتواصل فمن تسور على قطعها والغَمْضِ فيها فقد كفر نعمة ربه وخالف مراده وكذلك أمر تعالى بالصبر وأثنى على الصابرين ووعدهم رحمته وصلاته ووصفهم بهدايته وحتم الموت على عبادة فمن أبدى السخط والكراهة لقضاء ربه وفعل ما نهاه عنه فقد كفر نعمته فيما أعد للصابرين من ثوابه وتشبه بمن كفر من الجاهلية انتهى.