إليه برحمتي والتوفيق والإعانة وإن زاد زدت فإن أتاني يمشي وأسرع في طاعتي أتيته هرولة أي صببت عليه الرحمة وسبقته بها ولم أحوجه إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود، والمراد أن جزاءه يكون تضعيفه على حسب تقربه اه. وقال القرطبي: هذه كلها أمثال ضُربت لمن عمل عملًا من أعمال الطاعات وقصد به التقريب إلى الله تعالى يدل على أن الله تعالى لا يُضيّع عمل عامل وإن قَلّ به يقبله ويجعل له ثوابه مضاعفًا.
(فإن قيل): مقتضى ظاهر هذا الخطاب أن من عمل حسنة جُوزي بمثليها فإن الذراع شبران والباع ذراعان، وقد تقرر في الكتاب والسنة أن أقل ما يُجازى على الحسنة بعشر أمثاله إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة لا تُحصى فكيف وجه الجمع.
(قلنا): هذا الحديث ما سيق لبيان مقدار الأجور وعدد تضاعيفها وإنما سيق لتحقيق أن الله تعالى لا يُضيّع عمل عامل قليلًا كان أو كثيرًا وأن الله يسرع إلى قبوله وإلى مضاعفة الثواب عليه إسراع من جيء إليه بشيء فبادر لأخذه وتَبشْبَش له بَشْبَشة من سُرّ به، ووقع منه الموقع، ألا ترى قوله:"وإن أتاني يمشي أتيته هرولة" وفي لفظ: "أسرعت إليه " ولا تُقدّر الهرولة والإسراع بضعفي المشي، وأما عدد الأضعاف فيؤخذ من موضع آخر لا من هذا الحديث والله أعلم اه من المفهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٢/ ٢٥١]، والبخاري في التوحيد باب قوله تعالى:{وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ}[٧٤٠٥] وفي مواضع أخر، والترمذي [٣٦٠٣]، وابن ماجة [٣٨٢٢].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
٦٦٣٧ - (٠٠)(٠٠)(حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حَدَّثَنَا أبو معاوية عن الأعمش بهذا الإسناد) يعني عن أبي صالح، عن أبي هريرة، غرضه بيان متابعة أبي معاوية لجرير بن عبد الحميد (ولم يذكر) أبو معاوية في روايته لفظة (وإن تقرّب إلى ذراعًا تقرّبت منه باعًا).