للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٦٤٠ - (٢٦٥٥) (٣) حدّثنا عَمْرو النَّاقِدُ وَزُهَيْرُ بنُ حَرْبٍ وَابْن أَبِي عُمَرَ. جَمِيعًا عَنْ سُفْيَانَ، (وَاللَّفْظُ لِعَمْرٍو)، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَن أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "لِلّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا. مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ. وَإِنَّ الله وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ"،

ــ

علمناه أن ذكر الله باللسان يجب على الدوام فلزم أنَّه ذكر القلب، وإذا ثبت ذلك فذكر القلب لله تعالى إما على جهة الإيمان والتصديق بوجوده وصفات كماله وأسمائه فهذا يجب استدامته بالقلب ذكرًا، أو حكمًا في حالة الغفلة لأنه لا ينفك عنه إلَّا بنقيضه وهو الكفر، والذكر الَّذي ليس راجعًا إلى الإيمان هو ذكر الله عند الأخذ في الأفعال فيجب على كل مكلف أن لا يقدم على فعل من الأفعال ولا على قول من الأقوال ظاهرًا ولا باطنًا حتَّى يعرف حكم الله في ذلك الفعل لإمكان أن يكون الشرع منعه منه فإما على طريق الاجتهاد إن كان مجتهدًا أو على طريق التقليد إن كان غير مجتهد ولا ينفك المكلف عن فعل أو قول دائمًا فذكر الله يجب عليه دائمًا، ولذلك قال بعض السلف: اذكر الله عند همك إذا هممت، وحكمك إذا حكمت، وقسمك إذا قسمت. وما عدا هذين الذكرين لا يجب استدامته ولا كثرته والله تعالى أعلم اه من المفهم.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٢/ ٣٢٣]، والترمذي [٣٥٩٦] في كتاب الدعوات بابٌ: سبق المفردون.

ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثاني من الترجمة وهو ذكر عدد أسماء الله تعالى، وذكر فضل من أحصاها بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه فقال:

٦٦٤٥ - (٢٦٥٥) (٣) (حَدَّثَنَا عمرو) بن محمد بن بكير (الناقد) البغدادي (وزهير بن حرب و) محمد بن يحيى (بن أبي عمر) العدني المكي (جميعًا عن سفيان) بن عيينة (واللفظ لعمرو) الناقد، قال عمرو: (حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد) عبد الله بن ذكوان (عن الأعرج) عبد الرحمن بن هرمز (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لله) سبحانه وتعالى: (تسعة وتسعون اسمًا من حفظها) على ظهر قلب (دخل الجنّة وأن الله وتر) أي واحد لا شريك له ولا نظير في ذاته وصفاته (يحب الوتر) أي التوحيد؛ أي إن الله تعالى واحد في ذاته وصفاته وكماله وأفعاله، ويحب التوحيد أي أن يُوحّد ويعتقد انفراده دون خلقه،

<<  <  ج: ص:  >  >>