عليه وسلم: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه و) الحال أنَّه (ليس منا أحد إلَّا وهو يكره الموت) وجملة ليس جملة حالية من كلام شريح بن هانئ (فقالت) عائشة في جواب سؤال شريح نعم (قد قاله) أي قد قال هذا الحديث (رسول الله صلى الله عليه وسلم و) لكن (ليس) معنى هذا الحديث (بـ) المعنى (الَّذي) أنت تظنه و (تذهب) أي تميل (إليه) وتفهم منه أي ليس المراد كراهة الإنسان الموت حال الصحة بل كراهته حال الاحتضار والله أعلم (ولكن) معناه المراد كراهة الموت (إذا شخص) وارتفع البصر من الإنسان تابعًا لروحه عند خروجها ونزعها، وقوله إذا شخص البصر بفتح الشين والخاء المعجمتين من باب فتح من الشخوص وهو ارتفاع الأجفان إلى فوق وتحديد النظر إلى أعلى اه سنوسي، وفي المصباح: يقال شخص الرجل بصره يشخص بفتحتين فيهما إذا فتح عينيه لا يطرف (وحشرج الصدر) أي غرغر الصدر وصوّت بتردد النفس فيه، قال القاضي: حشرجة الصدر تردد النفس فيه خروجًا اهـ أبي، وفي القاموس: يقال: حشرج المريض إذا غرغر عند الموت وردد النفس (واقشعر الجلد) منه أي تقلص وقام شعره (وتشنجت الأصابع) منه أي انقبضت ويبست (فعند ذلك) المذكور من الصفات التي حدثت لجسمه والظرف متعلق بقوله: (من أحب لقاء الله) أي من أحب لقاء الله تعالى عندما حلت به هذه الصفات (أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله) عندما نزلت به هذه الصفات كره الله لقاءه) ومعنى الحديث أن الكراهة المعتبرة هي التي تكون عند النزع في حالة لا تقبل توبته ولا غيرها فحينئذٍ يُبشر كل إنسان بما هو صائر إليه وما أًعد له وُيكشف له عن ذلك فأهل السعادة يحبون الموت ولقاء الله لينتقلوا إلى ما أُعد لهم ويحب الله لقاءهم أي فيجزل لهم العطاء.
وقال الحافظ في الفتح [١١/ ٣٦٠] وفيه أن محبة لقاء الله لا تدخل في النهي عن تمني الموت لأنها ممكنة مع عدم تمني الموت كان تكون المحبة حاصلة لا يفترق حاله فيها بحصول الموت ولا بتأخره وأن النهي عن تمني الموت محمول على حالة الحياة