(٥) روى عنه في (١٤) بابًا (عن ثابت) بن أسلم البناني البصري، ثقة، من (٤) روى عنه في (١٤) بابًا (عن أنس) بن مالك رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد) أي زار (رجلًا من المسلمين) لم أر أحدًا من الشراح ذكر اسمه، ووقع في مسند أبي يعلى أنَّه من الأنصار (قد خفت) بفتحات أي ضعف وصار مهزولًا وأصل الخفوت السكون والموت والهزال أو انقطع كلامه أو مات (فصار) ذلك الرجل لشدة مرضه (مثل الفرخ) بسكون الراء أي مثل ولد الدجاج، قال في المصباح: الفرخ من كل بائض كالولد من الإنسان، وعبارة القرطبي قوله:(قد خفت حتَّى صار مثل الفرخ) أي ضعف ونحل في جسمه وخفي كلامه وتشبيهه له بالفرخ يدل على أنَّه تناثر أكثر شعره، ويحتمل أنَّه شبهه به لضعفه، والأول أوقع في التشبيه ومعلوم أن مثل هذا المرض لا يبقى معه شعر ولا قوة (فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل كنت تدعو) الله (بشيء أو) قال له: هل كنت (تسأله) أي تسأل الله (إياه) أي شيئًا من الحوائج، بالشك من الراوي (قال) الرجل: (نعم كنت) أدعوه تعالى و (أقول) في دعائه: (اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله) أي تنزيهًا لله عن كل ما لا يليق، تعجبًا من دعاء الرجل تعجيل عذاب الآخرة عليه (لا تطيقه) أي لا تطيق عذاب الآخرة الآن في الدنيا (أو) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تستطيعه) أي لا تستطيع عذاب الآخرة الآن في الدنيا، بالشك من الراوي؛ يعني أن عذاب الآخرة لا يطيقه أحد في الدنيا لأن نشأة الدنيا ضعيفة لا تحتمل العذاب الشديد والألم العظيم بل إذا عظم عليه ذلك هلك ومات فأما نشأة الآخرة فهي للبقاء إما في نعيم أو في عذاب إذ لا موت كما قال تعالى في حق الكفار:{كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ}[النساء: ٥٦] فنسأل الله تعالى العافية منه في الدنيا والآخرة، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أرشده إلى أحسن ما