أردت كنزًا من كنوز الجنة، ومعنى كون هذه الكلمة من كنوز الجنة أن قولها يحصل ثوابًا نفيسًا يدخر لصاحبه في الجنة، وأخرج أحمد والترمذي عن أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أُسري به مر على إبراهيم الخليل عليه السلام فقال: يا محمد مر أمتك أن يكثروا من غراس الجنة؟ قال:"وما غراس الجنة" قال: لا حول ولا قوة إلا بالله ذكره الحافظ في الفتح [١١/ ٥٠١] قال النووي: قال العلماء: حكمة كونها كنزًا من كنوز الجنة لأنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى واعتراف بالإذعان له وأنه لا صانع غيره ولا راد لأمره وأن العبد لا يملك شيئًا من الأمر، ومعنى الكلمة هنا أنه ثواب مدّخر في الجنة وهو ثواب نفيس كما أن الكنز أنفس أموالكم، قال أهل اللغة: الحول الحركة والحيلة أي لا حركة ولا استطاعة ولا حيلة إلا بمشيئة الله تعالى، وقيل: معناه لا حول في دفع شر ولا قوة في تحصيل خير إلا بالله، قال أهل اللغة: ويعبّر عن هذه الكلمة بالحوقلة والحولقة وبالأول جزم الأزهري والجمهور وبالثاني جزم الجوهري اه نووي.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في مواضع منها في الدعوات باب الدعاء إذا علا عقبة [٦٣٨٤][٦٤٠٩]، وأبو داود في الصلاة [١٥٢٦] و ١٥٢٧ و ١٥٢٨]، والترمذي في الدعوات [٣٣٧١] وابن ماجه في الأدب [٣٨٦٩].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فقال:
٦٦٩٣ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا ابن نمير وإسحاق بن إبراهيم وأبو سعيد الأشج) عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي الكوفي (جميعًا) أي كلهم رووا (عن حفص بن غياث) بن طلق بن معاوية النخعي الكوفي، ثقة، من (٨) روى عنه في (١٤) بابًا (عن عاصم) بن سليمان الأحول البصري (بهذا الإسناد) يعني عن أبي عثمان عن أبي موسى، غرضه بيان متابعة حفص بن غياث لمحمد بن فضيل وأبي معاوية، وساق حفص (نحوه) أي نحو حديث ابن فضيل وأبي معاوية.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أبي موسى رضي الله عنه فقال: