٦٧٠١ - (٢٦٨٥)(٣٤)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب واللفظ لأبي بكر قالا: حدثنا) عبد الله (بن نمير حدثنا هشام) بن عروة (عن أبيه) عروة بن الزبير (عن عائشة) رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان) دائمًا (يدعو بهؤلاء الدعوات) الآتية المذكورة بقوله: (اللهم فإني) الفاء زائدة كما هي ساقطة في رواية البخاري وغيره (أعوذ) أي أتحصن (بك من فتنة النار) قال القرطبي: فتنة النار الضلال الموصل إليها، وقال القسطلاني:(فتنة النار) سؤال الخزنة على سبيل التوبيخ (وعذاب النار) أي العقوبة فيها والتعذيب بها (وفتنة القبر) هي الضلال عن صواب إجابة بسؤال الملكين فيه وهما منكر ونكير كما تقدم (وعذاب القبر) وهو ضرب من لم يوفق بالجواب بمطارق الحديد وتعذيبه إلى يوم القيامة (ومن شر فتنة الغنى) هي الحرص على جمع المال وحبه حتى يكتسبه من غير حله ويمنعه من واجبات إنفاقه وحقوقه، قال الأبي: جمعه من حله ليس بفتنة، وفي المدارك عن يحيى بن يحيى جمع الدنيا من وجهها من الزهد فيها وفي جامع المقدمات ذهب جماعة من العلماء إلى أنه لا زهد في الحلال وإنما الزهد في الحرام لأن العُبّاد لم يؤمروا بالزهد فيما أحل لهم بل يثابون على كسبه إذا تورعوا في كسبه اه منه (ومن شر فتنة الفقر) هي أنه لا يصحبه صبر ولا ورع حتى يقع فيما لا يليق بأهل الدين والمروءة اه سنوسي، قال القرطبي: يعني به الفقر المدقع الذي لا يصحبه صبر ولا ورع حتى يتورط صاحبه بسببه فيما لا يليق بأهل الأديان ولا بأهل المروءات حتى لا يبالي بسبب فاقته على أي حرام وثب ولا في أي ركاكة تورط، وقيل: المراد به فقر النفس الذي لا يرده ملك الدنيا بحذافيرها وليس في شيء من هذه الأحاديث ما يدل على أن الغنى أفضل من الفقر ولا أن الفقر أفضل من الغنى لأن الغنى والفقر المذكورين هنا مذمومان باتفاق العقلاء اه من المفهم. قال النووي: قوله: (من شر فتنة الغنى ومن شر فتنة الفقر) لأنهما حالتان تخشى الفتنة فيهما