المصري (أخبرنا عبد الله بن وهب) بن مسلم القرشي المصري، ثقة، من (٩)(أخبرني رجل سماه) ابن وهب باسمه، بيّن هذا الرجل المبهم ابن خزيمة في روايته أنه ابن لهيعة وإنما أبهمه مسلم رحمه الله تعالى لضعفه، والحديث صحيح لأنه رواه عمرو بن الحارث أيضًا، والمعنى قال لنا أبو الطاهر: أخبرنا ابن وهب، وقال لنا ابن وهب: أخبرني رجل سماه أي ذكر لنا ابن وهب اسم ذلك الرجل ولكن تركنا اسمه لكونه ضعيفًا (و) قال ابن وهب أيضًا: أخبرني (عمرو بن الحارث) بن يعقوب الأنصاري المصري، الفقيه المقرئ، ثقة، من (٧) روى عنه في (١٣) بابًا (عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: إن أبا بكر الصديق قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم): وهذا السند من سباعياته، غرضه بيان متابعة عمرو بن الحارث لليث بن سعد (علّمني يا رسول الله دعاء أدعو به في صلاتي) وزاد عمرو على ليث لفظة (وفي بيتي، ثم ذكر) عمرو بن الحارث (بمثل حديث الليث غير أنه) أي لكن أن عمرو بن الحارث (قال) في روايته (ظلمًا كثيرًا) بالجزم بلا شك، ودل الحديث على أن الطالب ينبغي له أن يتعلم من شيخه العالم أدعية مناسبة تكون جامعة للخيرات.
قال في الكواكب: وهذا الدعاء من جوامع الكلم إذ فيه الاعتراف بغاية التقصير وهو كونه ظالمًا ظلمًا كثيرًا وطلب غاية الإنعام التي هي المغفرة والرحمة فالأول عبارة عن الزحزحة عن النار والثاني إدخال الجنة وهذا هو الفوز العظيم اه.
قال العيني: فيه اعتراف بان الله سبحانه هو المتفضل المعطي من عنده رحمة على عباده من غير مقابلة على حسن، وفيه أيضًا استحباب قراءة الأدعية في آخر الصلاة من الدعوات المأثورة والمشابهة لألفاظ القرآن اه.
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الخامس من الترجمة وهو التعوذ من شر الفتن بحديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال: