الأعضاء، قال القرطبي: والهرم المتعوذ منه هو المعبّر عنه في الحديث الآخر بأرذل العمر وهو ضعف القوى واختلال الحواس والعقل الذي يعود الكبير بسببه إلى أسوأ من حال الصغير، وهو الذي قالى الله تعالى فيه: {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (٦٨)} [يس: ٦٨] قال النووي: والمراد بالاستعاذة من الهرم الاستعاذة من الرد إلى أرذل العمر وسبب ذلك ما فيه من الخرف واختلال العقل والحواس والضبط والفهم وتشويه بعض المنظر منه والعجز عن كثير من الطاعات والتساهل في بعضها اه (و) أعوذ بك من (المأثم) أي الإثم والذنب والمراد ما يوجب الإثم (والمغرم) أي الدين فيما لا يجوز والمأثم بفتح الميم والمثلثة بينهما همزة ساكنة مصدر ميمي وكذا المغرم مصدر بمعنى الغرم، وأما استعاذته صلى الله عليه وسلم من الغرم وهو الدين فقد فسره صلى الله عليه وسلم في الأحاديث السابقة أن الرجل إذا غرم حدّث فكذب ووعد فأخلف ولأنه قد يمطل المدين صاحب الدين ولأنه قد يشتغل به قلبه وربما مات قبل وفائه فبقيت ذمته مرتهنة به اه نووي، والمراد به ما يستدان فيما لا يجوز وفيما يجوز ثم يعجز عن أدائه، ويحتمل أن يراد به ما هو أعم من ذلك، وزاد البخاري في آخر هذا الحديث فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؟ فقال: إن الرجل إذا غرم حدّث فكذب ووعد فأخلف اه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٦/ ٨٨]، والبخاري في مواضع منها في الدعاء باب التعوذ من الماثم والمغرم [٦٣٦٨]، وأبو داود في الصلاة باب الدعاء في الصلاة [١٨٨٠] والنسائي في الاستعاذة من المغرم والمأثم [٥٤٥٤]، وابن ماجه في الدعاء [٣٨٨٣].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال:
٦٧٠٢ - (٠٠)(٠٠)(وحدثناه أبو كريب حدثنا أبو معاوية ووكيع) كلاهما رويا (عن هشام) بن عروة، غرضه بيان متابعة أبي معاوية ووكيع لعبد الله بن نمير وساقا (بهدا الإسناد) يعني عن عروة عن عائشة مثل حديث ابن نمير.